وجه الأمير الدكتور فيصل بن عبد الله المشاري رئيس المركز الوطني للقياس والتقويم "قياس" انتقادا لمعلمي مدارس التعليم العام في المملكة، مشيرا إلى أنهم يمنحون درجات مرتفعة للطلاب، مرجعا السبب في منحهم تلك الدرجات إلى "المجاملة". وأوضح أن هذه المجاملات أدت إلى وجود تضخم وارتفاع في معدلات الخريجين، مؤكدا أن ارتفاع معدلات الطلبة ليست مؤشرا على تحسن مستوياتهم وأدائهم التحصيلي. وأشار رئيس المركز الوطني للقياس والتقويم "قياس" إلى أن تطوير التعليم لا يشترى بالمال كونه أمرا مرتبطا بقواعد ثقافية وأخرى مجتمعية منها العادات والتقاليد، مشدداً على أنه لن تنجح عملية تطوير التعليم مهما بذل من جهد، طالما كان فكر المعلم ومناهج الكتب لا تتواكب مع نظرة المجتمع تجاه التعليم. وحول نسبة رضا الطلاب عن مركز "قياس" قال إنها كبيرة، مؤكداً أن اختبارات المركز لم توضع كي تجامل المتقدمين كون المجاملة بوضع أسئلة على رغبة الطلاب لا فائدة مرجوة منها، مؤكدا أن اختبارات المركز تعتبر "تركيبية"، وفقا ل "الاقتصادية". وقال: "لا نستطيع القول إن درجات الطلبة ومستوياتهم متدنية، لكن إذا قورنت بالدرجات التي يحصلون عليها في المدارس الثانوية فإن ما يحصل عليه الطالب في اختبار قياس يعتبر أقل دون أدنى شك"، لافتا إلى مجاملة المعلمين في المدارس من خلال الدرجات. وأوضح أن غالبية الطلاب في المرحلة الثانوية يحصلون على درجات مرتفعة من قبل مدرسيهم عن طريق المجاملة والتضخيم في منحهم تلك الدرجات، وإذا قارنت ما يحصل عليه الطلاب اليوم من درجات في مختلف المراحل التعليمية مع ما كان يحصل عليه قبل عشر سنوات لوجدت أن المتوسطات والدرجات بشكل عام ارتفعت بشكل كبير، وهذه الزيادة ليست لتحسن مستويات الطلاب وأدائهم التحصيلي، بل بسبب عملية التضخيم ومبالغة المعلمين في إعطاء الدرجات. وأضاف الأمير الدكتور فيصل بن عبد الله المشاري: "بالمناسبة فإن أغلب المؤسسات التعليمية في كثير من الدول تواجه هذه المشكلة بالمبالغة في إعطاء الطلاب الدرجات، ويرجع ذلك بسبب زيادة المنافسة، حيث إنه عند ارتفاع حدة المنافسة على القبول الجامعي، تزيد الدرجات، وأحياناً تأتي هذه الزيادات بصورة طبيعية من اجتهاد الطلاب، وأحياناً قد تأتي من المؤسسة التعليمية والمدرسة نفسها، التي لها الأحقية منح الدرجات ذاتياً، والمدرسة عادة ما تحاول مساعدة الطلاب بإعطائهم درجات أعلى مما يستحقون".