بدأ كاحتفالية يقوم فيها الأطفال صبيحة يوم العيد بالتجول حول بيوت الجيران لجمع ما يسمى قديمًا ب"حوامة العيد" ينشدون خلالها أناشيد تعبر عن فرحتهم، بقدوم العيد. وكان الرجال والنساء خاصة الكبار منهم يقابلون الأطفال بما تيسر لهم من الأموال أو الحلوى والمكسرات، إلا أنه بمرور الزمن دخلت على تلك الصورة ابتداعات نقلتها من الاحتفال بالعيد إلى مظاهر أخرى في العشر أيام الوسطى من شهر رمضان الكريم. وصار مهرجان "القريقعان" يجهز له بأدوات مختلفة وفوانيس وهدايا خاصة، يصاحبه العديد من الفعاليات المخالفة في شهر الصوم. القريقعان بلا أصل الشيخ محمد بن عبد الله الشنو، إمام وخطيب جامع الونان، كان له بحث شرعي حاول التوصل من خلاله إلى أصل ما يسمى ب"القريقعان" حيث يقول: "هذه الليلة تسمى بليلة القريقعان والغريب أنه ليس لها أصل يرجع إليه ولقد سألت كبار السن عن ذلك لماذا سميت تلك الليلة بليلة القريقعان؟ ولماذا خُصصت هذه الليلة بالخامس عشر من رمضان فما كان جوابهم إلا أنهم وجدوا آباءهم يفعلون ذلك". ويضيف: حاول بعض الأشخاص معرفة أصل هذه العادة فلم يهتدوا إلى شيء مؤكد, فمنهم من قال أنها حدثت في أيام الدولة العباسية, ومنهم من يقول إنها عيد للفرس والمجوس, ومنهم من يقول إنها مأخوذة عن بعض أعياد النصارى الذين سبق أن استعمروا المنطقة كعيد الهلوين والباربارا. ورأى الشنو الأقرب، والله أعلم، أن النصارى بدأوا عيدهم الكريسماس في ليلة الخامس عشر من رمضان عند المسلمين فظن بعض المسلمين أنهم يشاركونهم في فرحتهم، ومن بعدها اهتم العوام من المسلمين بهذه الليلة وورثوها عن آبائهم ودليل ذلك انتشارها في المناطق الساحلية دون وسط الجزيرة، مما يشعر بأنها وصلت من احتكاك خارجي ومن بعد ذلك أصبح لها اهتمامٌ بالغ في المنطقة الشرقية. بدعة وقد حرص أحد منسوبي مكتب الدعوة والإرشاد والتوعية بالدمام في إحدى السنوات الماضية من معرفة الرأي الشرعي في "القريقيعان" بهذه الصفة والتوقيت فجاء الرد كالتالي: الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد: فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة الرئيس العام من المستفتي / مدير مركز الدعوة بالدمام بالنيابة والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (5054) وتاريخ 6/ 10/ 1413ه. وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه: إنه جرت العادة في دول الخليج وشرق المملكة أن يكون هناك مهرجان (القرقيعان) وهذا يكون في منتصف شهر رمضان أو قبله وكان يقوم الأطفال يتجولون على البيوت يرددون أناشيد ومن الناس من يعطيهم حلوى أو مكسرات أو قليل من النقود وكانت لا ضابط لها إلا أنه في الوقت الحاضر بدأت العناية به وصار له احتفال في بعض المواقع والمدارس وغيرها. وصار ليس للأطفال وحدهم وصار تجمع له الأموال؟ من جانبها أصدرت الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء فتوى رقم (155532) بتاريخ 24/ 11/ 1413ه، في هذا الشأن بناء على استفتاء فيه. وجاء نص الفتوى: "وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء المذكور أجابت عنه بأن الاحتفال في ليلة الخامس عشر من رمضان أو في غيرها بمناسبة ما يسمى مهرجان القريقعان بدعة لا أصل لها في الإسلام (وكل بدعة ضلالة) فيجب تركها والتحذير منها ولا تجوز إقامتها في أي مكان لا في المدارس ولا في المؤسسات أو غيرها، والمشروع في ليالي رمضان بعد العناية بالفرائض الاجتهاد بالقيام وتلاوة القرآن والدعاء، والله الموفق.