قال الأمين العام للجنة الإعلام والتوعية المصرفية في البنوك السعودية طلعت حافظ إن البنوك السعودية قامت اليوم بمراجعة كافة البيانات الخاصة بالحسابات التي أعلن هاكرز إسرائيلي اختراقها، ونشر بعض منها في مواقع إلكترونية. وأضاف حافظ في تصريحات ل"العربية.نت" "تم التأكد في البنوك السعودية مما نشر، وهذه الحسابات لا تعود لبنوك سعودية، ولكن يجب توخي الحذر عند التعامل مع المحال والمواقع التجارية". وقال كبير الاقتصاديين في البنك الأهلي التجاري الدكتور سعيد الشيخ ل"العربية.نت" إن القطاع المصرفي السعودي لن يتأثر بعمليات الاختراق التي أشيعت حتى وإن ثبتت صحتها، حيث يتخطى حجم القروض المصرفية الممنوحة للأفراد والشركات 800 مليار ريال، فيما تصل تغطية بطاقات الائتمان 8 مليارات ريال سعودي". وقال عيسى بوزياد أحد من نشر الهاكر الإسرائيلي بياناتهم إن الاسم والإيميل ورقم الهاتف الخاص به هي بيانات صحيحة، إلا أن رقم الحساب الخاص بالبطاقة الائتمانية غير صحيح. وأثار ما نشر من بيانات عن هذه الحسابات حالة من الذعر في أوساط مستخدمي البطاقات الائتمانية في السعودية، خاصة وأنها تضمنت معلومات شخصية مثل الإيميلات وأرقام الهواتف. وأوضح حافظ "لا يمكن إلقاء العبء على جهة بعينها، سواء البنوك، أو الأفراد، نحن نتعامل في شبكة كبيرة جدا، هذه البطاقات تتعامل مع 100 مليون جهة على مستوى العالم، خلال الربع الثاني بلغ حجم إجمالي تمويل الأفراد 8 مليارات ريال، وهذا الرقم قابل للصعود أو الهبوط، وعدد بطاقات الائتمان في المملكة تقريبا 2.5 مليون بطاقة ائتمانية". وقال "التعامل يتم من خلال منظومة متعددة ومنها البنك المصدر، والمواقع التجارية مثل شبكات الطيران والفنادق ومحلات التجزئة، وقد تتعدد الجهات التي يتعامل معها العميل، والبنوك تطبق معايير دولية في مجال حماية أمن المعلومات، وهناك نظام عالمي "بي سي آي" وهو يوفر حماية جيدة لكافة بيانات البنوك". وقال بوزياد ل"العربية.نت": "لم يصلني أي تحذير حتى الآن، كان من المفترض أن أبلغ بما نشر، خاصة وأنه تضمن معلومات شخصية، البنوك مطالبة بأن تطمئن عملائها". وأوضح أنه من السابق لأوانه الحديث حول رفع دعاوى قضائية ضد الجهة أو الشخص الذي اخترق بياناتنا، أو حتى البنوك السعودية. وحول سبل الحماية من الوصول لهذه الحسابات من جانب الأفراد طالب الأمين العام للجنة الإعلام والتوعية المصرفية في البنوك السعودية باهتمام العميل ببطاقاته الائتمانية، حتى لا تكون عرضة للسرقة، وفي خط مواز أن يتأكد في تعامله مع جهات موثوقة، خاصة وأن البطاقات الائتمانية تتعدد استخداماتها، وبالتالي لا بد أن تكون هناك حماية. وقال "على العملاء أن يختاروا الشبكات التي يتعاملون معها ببطاقاتهم الائتمانية، فبعد عملية السداد ينتقل رقم البطاقة وبيانات العميل إلى هذه الجهة، وبالتالي فلا بد من التأكد من أنها تمتلك وسائل حماية، وهناك محال تجارية معروفة بسمعتها، وفي جميع الاعتبارات لا بد من وجود تحوط. وأكد أن البنوك السعودية تقوم بمتابعة المستوى الأمني الخاص بأنظمتها متابعة جادة، وتقوم بتقييم مستمر، وهذه العملية غير مرتبطة بالمشكلة الحالية، لأنها تستثمر أموالا طائلة وأضاف كبير الاقتصاديين في البنك الأهلي "أبعاد هذه المشكلة وحجمها غير معروف حتى الآن، لأنه لا توجد أرقام حول ما تم اختراقه من حسابات، وإلى الآن ما أعلن عن اختراقه حتى وإن كان صحيحاً فهو ضعيف، وغير مؤثر". وأوضح الشيخ أن هذا الحدث يتطلب تعاونا وتنسيقا كاملين بين الجهات البنكية والأمنية السعودية لمواجهة هذه المشكلة، لتفادي حالة الذعر، وحتى لا يتحول الأمر إلى حرب إلكترونية، ولطمأنة أصحاب هذه البطاقات حول حساباتهم والتزاماتهم المالية، والبنوك لا بد أن تتحمل مسؤوليتها في هذا الصدد. وقال: "أعتقد أنه يتم الآن دراسة الأمر لاتخاذ إجراء محدد، والمشكلة تقتضي التنسيق الكامل بين كافة الجهات". وكان أصحاب بطاقات ائتمان في السعودية أكدوا اليوم (الأربعاء) أنهم تعرضوا لاختراق وذلك بعد نشر قرصان معلوماتية إسرائيلي تفاصيل 217 بطاقة ائتمان انتقاما لقيام قرصان سعودي بنشر تفاصيل 20 ألف بطاقة ائتمان إسرائيلية. وقال شخصان من الذين وردت تفاصيل عنهم في اللائحة التي نشرها قرصان المعلوماتية الإسرائيلي إن المصارف أبلغتهما بتعرض بطاقاتهما الائتمانية للاختراق، في حين امتنع الثالث عن تأكيد ذلك قائلا إن الأمر "لا يهمني إطلاقاً". من جهتها، ذكرت صحيفة "الجزيرة" أن السعوديين يتعاملون "ببطاقات الائتمان عبر الانترنت وهو أمر يمكن الحصول عليه لان الشخص يضع رقم هاتفه المحمول والرقم السري للتسوق وهذا ما نشره القراصنة بحسب تقارير إعلامية". وأكدت أن "البنوك السعودية تتبع معايير دولية لا يمكن التعرض لها أو حتى اختراقها في أي حال من الأحوال والمعلومات لم تشر إلى اختراق أرصدة أو مؤسسات مالية لان ذلك محال".. ونشر موقع الكتروني تفاصيل البطاقات التي كشفها القرصان الإسرائيلي معرفا عن نفسه باسم "اومير كوهين من إسرائيل" موجها رسالة "ايها السعوديون ها هي بطاقات ائتمانكم، فقط لكم". ونشر الموقع أسماء الأفراد المعنيين وبريدهم الالكتروني بالإضافة الى أرقام هواتفهم وأرقام بطاقاتهم الائتمانية مع تاريخ انتهاء صلاحيتها و168 منها ما تزال سارية المفعول. وبحسب إذاعة الجيش فإن القرصان قد يكون جنديا في الاستخبارات العسكرية اخذ على عاتقه بادرة نشر التفاصيل انتقاما لقيام قرصان يقول انه من السعودية بنشر تفاصيل 20 ألف بطاقة ائتمانية إسرائيلية. إلى ذلك ذكر موقع صحيفة يديعوت احرونوت أن الهاكر الإسرائيلي الذي حصل على المعلومات الخاصة بالبطاقات الائتمانية قرر نشرها بهدف "الردع". ونقلت الصحيفة عن الهاكر قوله إنه ينتمي لمجموعة قراصنة معلوماتية وصلت إلى معلومات خاصة متعلقة بسعوديين وانه قرر بشكل فردي نشر المعلومات مشيرا الى انه "شخصيا اعتقد انه يجب نشر المعلومات التي حصلنا عليها".