حداثة عهدي بتويتر-فدخولي فيه أوفيهامن بضعةأشهر- تشعرني بأني غرّ لم أعرف دهاليزها ولا أساليبها اطلعت على ما استطعت من حسابات فإذا ماأعجبتني أحرف مدون تابعته… لم أكن أعرف الخاص وبعد معرفتي لم أكن أعرف بحقي في الدخول إلى غير المتابعين وهكذا… بدأت أبدي رأيي في تغريدات البعض وأشاركهم ففوجئت بمايسمي ب(الحظر) لمجرد إبداء رأيي الخاص دون نيلٍ أوسب أو شتم أو طائفية أو إقصاءأو عنصرية … تم حظري من مجموعة من الأشخاص -لست متابعالهم- ولا أعرفهم مسبقاً ذهلت وتعجبت وأصابتني الحيرة لم يكن بوحي لذات الحظر أو لأَني المحظور وإنما لصدوره من مثقفين واعين يظهر لي من تغريدات أغلبهم التسامح واللين وتقبل الآخر كيف أفقه التسامح من خلال الحظر ؟! وكيف أعي تقبل الآخر من خلال الرفض ؟! وكيف أفهم الديموقراطية من خلال الديكتاتورية ؟! بعض المغردين يرى الحظر حقا للمدون ! كيف ؟! أمام ناظري شخصيتان أكن لهمااحتراما كبيرا ومحبة شديدة وأنا من المتابعين لهما ورغم حواري معهما فلم يحظراني ! الدكتور عبدالله الغذامي والدكتور أحمد بن سعيد فمما أعجبني في الغذامي ما انتقده في كتابه (ثقافة تويتر) لمسألة الحظر فشعرت بأن الغذامي ذو قلب كبير- وهو كذلك إن شاءالله-وعنده من السعة والحلم والحكمة الشيء الكثير ولكن هل ماقاله الغذامي مثالية طوباويةلن تصمد أمام الواقع! إذا ماوضعت على المحك ؟! في المقابل ابن سعيد الذي يعجبني في استماتته وحرقته وغيرته وبوحه وعفويته وتلقائيته ومع ذلك الإعجاب فقد كنت متحفظا تحفظ المحب للتنوع الذي لايرى المحبة شرطا للاتفاق وبخاصة أن اتفاقي غالب وتحفظي استثناء ولكن كنت أشعربنفورهما من بعض حواراتي وربما أمسكت لذلك! لكن ستبقى أحرفي متأرجحة فهي رهينة الفؤاد وفي الوقت نفسه لن تمنعها المحبة ولن يحجبها النفور ! ما الضير في الحوار؟! أراه خلقا وسلوكا جميلا واعيا نبيلا ربما لم أوفق في الطريقة أو في أسلوب الطرح أو… بعد ذلك تفاجأت من الغذامي بتقديمه استثناءلنفسه والسماح لها بالحظر لماأسماه بالطائفية! ويبرر ابن سعيدالحظر بالتعرض لانتحال شخصيّته، أو تهديده، أو السخرية منه. كما أنّه سلوك إيماني وحضاري يستجيب لقوله تعالى: «وأعرض عن الجاهلين» كما يقول مع أنه سريع الحظر لأدنى مما ذكر ومما آلمني إصرار ابن سعيد على الحظر واستدلاله بسلامة موقفه على سقوط الغذامي ووصفه له بالمثالية الطوباوية حيث منع الحظر مناقض للفطرة الإنسانية وطبيعة الأشياء حسب رأي ابن سعيد فقد سقطت أيها الغذامي وجوزت لنفسك ماكنت تصف لتخرج لنا ماأسميته :بالدكتاتور الصغير هل الحظر من حقنا؟! هل هناك مسببات منطقية للحظر؟! مادرجات الناس في الحظر؟! في تصوري أن الحظر سلوك بعيد كل البعد عن أصحاب الرسالة والمبادئ والذين يرغبون في الإصلاح والنهوض. والسؤال:إلى أي مدى يمكنني لزوم الصبر والتزام الحلم والأناة والسعة ؟! فأقول :الزم -صاحب الرسالة -الصبر وتقبل الناس كماهم فمداركهم وثقافاتهم وأرصدتهم وأعمارهم وطبائعهم وأخلاقهم متباينة أشد التباين فكما أنك لا تريد أن تكون نسخة من جمهورك ومتابعيك أفتريدهم أبواقا لك ! أم نسخة منك ! وسؤال آخر أوجهه: لو كان تويتر متاحاللرسول ص وخلفائه هل سيحظرون أحدا؟! المشفق الناصح لن يحظر أحدا ومع ذلك فلا ألوم الذين يقومون بالحظر وإن لمت أحداًفلحسن ظني في خيريته ونبله فالخيرية قائمة على البذل والعطاء والصبر وتقبل الناس بعلاتهم وخلاصة القول: لاتستقيم تطلعات أصحاب المثل والمبادئ والرسالة ومن يتصدر وينهض ويصلح ويبتغي الخيرية مع الحظر ! انتق لنفسك مكانتها المناسبة ولا تثقل عليها فإن ضقت ذرعا باختلاف الناس فقم بحظر من تشاء لكن لتعلم أنك ضيقت واسعا ولست من خيارنا !