في تطور خطير يكشف تصاعد الأزمة السياسية التي يتعرض لها، أعلن الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري رسميا أمس أنه سلم قيادة حزب الشعب إلى نجله بلاول زرداري، وسيعيش في مدينة دبي دون العودة إلى إسلام أباد. وكشف في لقاء مع قناة "جيو" الباكستانية أنه سيزور السند في 27 ديسمبر الجاري لمدة يومين لإحياء ذكرى اغتيال زوجته بي نظير بوتو، يعود بعدها إلى دبي. لكن مصادر باكستانية ألمحت إلى إمكانية قيام الجيش بمنعه من مغادرة السند في إطار التحقيقات التي تجريها المحكمة العليا في الدعاوى المرفوعة ضده بارتكابه جريمة الخيانة العظمى لتعاونه مع الأميركيين في عملية مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن في مايو الماضي، وتسريب معلومات حول اتهام القوات المسلحة بمحاولة القيام بانقلاب عسكري. وفيما رفضت قيادات حزب الشعب وفي مقدمتها نائب رئيس الحزب ميان رضا رباني قيادة بلاول للحزب لعدم خبرته، رفض الجيش موقف الحكومة الذي زعم عدم معرفتها بعملية جيرونيما (مقتل بن لادن)، مؤكدا أنه يفضل أن يقول القضاء كلمته في ذلك. كما أعلن قائد الجيش الباكستاني الجنرال إشفاق كياني أن المذكرة التي اتهمت القوات المسلحة بالتخطيط لانقلاب عسكري هي محاولة للإضرار بالأمن القومي، وذلك في بيان رفعه للمحكمة العليا، التي ستبدأ التحقيق في هذه القضية الاثنين المقبل. وفي السياق، حث رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني الولاياتالمتحدة بضرورة احترام سيادة بلاده وعدم تجاوز خطوطها الحمراء. وقال خلال لقائه أمس السفير الأميركي لدى إسلام أباد كاميرون مونتر أمس إن باكستان لن تساوم على مصالحها الوطنية، ويجب على الولاياتالمتحدة ألا تتجاوز مبادئ التعاون المتفق عليها بين البلدين في الحرب على الإرهاب. جاء ذلك بعد ساعات من إقرار مجلس الشيوخ الأميركي موازنة وزارة الدفاع وتتضمن تجميد قرابة 700 مليون دولار من المساعدات لباكستان إذا لم تعط إسلام أباد ضمانات بأنها اتخذت تدابير لوقف الاعتداءات على القوات الأميركية في أفغانستان. ويطال تجميد الأصول جزءا كبيرا من 1,1 مليار دولار من المساعدات لباكستان والمخصصة للتصدي للمتطرفين الإسلاميين. كما أكد رئيس حزب حركة الإنصاف عمران خان بعد لقاء مع مونتر ونائبة وزيرة الخارجية السابقة السفيرة روبن رافيل، بأنه لن يقبل فرض الأحكام العسكرية في باكستان مهما كان السبب، وأن تحالف بلاده مع أميركا في الحرب ضد الإرهاب أضر بمصالحها. من جهة أخرى، أعلن الناطق العسكري الجنرال أطهر عباس أن حركة طالبان فجرت قنبلة مزروعة على قارعة الطريق في نقطة حدود عسكرية في أوركزاي ما تسبب في مقتل جندي واحد. وأضاف، فور حصول ذلك رد الجيش بهجوم على مواقع الحركة بالطائرات العمودية فقتل 7 منهم وأجبر البقية على الفرار داخل الحدود الأفغانية. ويحاول الجيش الباكستاني السيطرة على منطقة أوركزاي المتاخمة للحدود الأفغانية والتي تقع بالقرب من وزيرستان الجنوبية منذ سنة 2007. وخلال العمليات العسكرية قتل الجيش نحو 4000 من حركة طالبان والمنظمات المتشددة التي تؤيدها خاصة اللواء 313 بقيادة إلياس كشميري. وفي أفغانستان، غادرت آخر مجموعة من العسكريين الكنديين القاعدة العسكرية في قندهار المعقل التقليدي لحركة طالبان. وخسرت القوات الكندية ما لا يقل عن 158 عسكريا منذ مشاركتها التحالف في 2002.