يقول علماء الآثار في مصر أنهم وجدوا أحد الفراعنة منتحراً، ويبدو أنه من كبار السنّ، وبجواره منحوتة عليها دواعي انتحاره وفيها أن السبب الأول يعود لتغير الشباب عن آبائهم حيث أصبحوا يسمعون موسيقى لشعوب أخرى أقل ثقافة، بالإضافة إلى الأزياء والقصات الغريبة لشعورهم، وكأنه يتكلّم عن جيل يتكرر منذ أكثر من 7000 سنة. كبار السن والعجائز يرون أن الشباب خارج السيطرة، والشباب يرون الكبار خارج دائرة الزمن والواقع، وهذا يذكرني باحتجاجات قوية نشرت في الصحف المصرية عن اختطاف الراقصات الروسيات لسوق الرقص الشرقي وهناك مطالبة بمصرنة هذا الفنّ كي لا يختطفه كل من هبَّ ودبًّ، المطالبة كانت من الراقصات العجائز اللواتي أكل عليهنَّ الدهر وشرب وتمضمض واستنشق؛ لذا من الطبيعي أن تسمع من كبار السنّ والعجائز أمثال هذا الموضوع كثيراً حتى يصل بالبعض منهم أن يصبح هذا محور حديثه صباح مساء، وربما يخرجه بعضهم في وسائل الإعلام دون شعور؛ لأنه اعتاد ترديده كلما تذكر أنه قد بلغ الثمانين أو التسعين. فقلب الإنسان ولسانه على ما عتاد عليه، وبما أن التاريخ صور مكررة تختلف فيها الأسماء والأماكن فقط، فلا تستغرب لو تكررت قصة الفرعوني عندنا يوما ما بحجة اختطاف السامري على سبيل المثال. سئمتُ تكاليفَ الحياةِ ومَن يعشْ ثمانينَ حولاً لا أبا لك يسأمِ