أصدر مجموعة من مشايخ الكويت بيانا بعد الأحداث الأخيرة التي شهدها البرلمان الكويتي والاحتجاجات التي تزعمتها المعارضة مطالبة من رئيس الحكومة التنحي، وينص البيان على أن الأزمات التي تمر بها البلاد أزمات متكررة، منتقدين الحلول المؤقتة التي يضعها البشر، مطالبين في بيانهم الرجوع إلى تحكيم الشريعة الإسلامية فهي خير دواء ليسود العدل بين الناس ويسود الأمن في البلاد، وإليكم نص البيان: بسم الله الرحمن الرحيم " بيان مناصحة من دعاة وطلبة علم وناشطين " الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد : فتمر بلادنا بأزمات سياسية واقتصادية وغيرها ، والكل يبحث عن الحل والمخرج من هذه الأزمات ، وكلما انتهينا من أزمة دخلنا في أخرى ، والسبب في هذا الفشل المتكرر هو أنها حلول بشرية قاصرة ، والعجيب أن الحل الرباني المتمثل بتطبيق الشريعة المطهرة لا يكاد يطرح ، حتى وصلنا إلى هذه الحال من التشاحن والتجاذب والاختلاف وصدق الله عز وجل إذ يقول :( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) أفلم يأن لنا بعد هذه الأزمات المتتالية والمتنوعة أن نراجع أنفسنا ونتوب إلى ربنا ونطبق الشريعة الربانية المطهرة المشتملة على كل خير ؟! معاشر العقلاء إن تطبيق الشريعة أمر لا خيار لنا فيه يقول الله عز وجل :( وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50) ) ويقول الله عز وجل : ( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا). والحكم بالشريعة الإسلامية فيه خير الدنيا والآخرة وفيه البركة والرفاهية والرخاء قال الله تعالى : (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) قال ابن عباس رضي الله عنهما : { تكفل الله لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة }. وقال الله عز وجل : ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (65) وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ (66) ). وتعطيل الشريعة شر وبلاء وفساد وفتنة وأعظم سبب لزوال الدول وهلاك الأمم قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أيها الناس إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها " . فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن هلاك من قبلنا إنما هو بسبب انحرافهم في تطبيق الحدود ، حيث كانوا يطبقونها على الضعفاء دون الأشراف ، فماذا نقول ونحن نعطل الشريعة فلا نطبقها لا على شريف ولا على ضعيف ؟! وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن تعطيل الشريعة سبب لفساد العلاقة بين الحاكم والمحكوم فقال صلى الله عليه وسلم : " وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم " فمن منطلق قوله صلى الله عليه وسلم : " الدين النصيحة " فإننا نتوجه بالنصح للجميع حكاما ومحكومين بتقوى الله عز وجل وتطبيق شريعته ، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل . اللهم هل بلغنا . اللهم فاشهد . الموقعون : د حامد حمد العلي د عبد المحسن زبن المطيري د خالد جاسم الهولي هادي حمد المري بدر ناصر الشبيب جابر عبدالله الجلاهمة عبد الله عبد العزيز الحربي بندر مناحي المطيري عبد الرحمن يتيم الفضلي سالم حمد القحطاني عبد الناصر عباس المناور عبد الله ماطر العازمي عبد القادر سيد عبد الله الرفاعي حذيفة نبيل البصارة عبدالعزيز سعود العويد د موسى مناحي العنزي وليد غانم فراج الغانم علي مال الله العوضي عبد الله يوسف الأنصاري عصام أحمد المريفع ضيدان نزال الرشيدي محمد عبد الله الحصم محمد سعود العنزي صباح عبد الكريم العنزي حربي عبد الله العريمان محمد عبد الله العتيبي سعود فهيد العنزي د فيصل مانع الفضلي فايز حمود العنزي فهيد معيض العجمي عيد هايس المطيري