لا يزال الليبرالي يعيش في عالم من الخيالات الخاصة التي يضخمها يوماً بعد يوم حتى غدت جزءاً من واقعه، وتصاريحه، وأحاديث مجالسه كواقع محسوس في عالم آخر لا يتجلى لأحد من الإنس والجان، تماماً كهاجس خروج صاحب السرداب لدى آخرين! عدا أنهم لا يزالون على أمل ورجاء بتعجيل الفرج، بينما الليبرالي عاش ويعيش في أمل باهت من فرط يأسه فيه حوله لواقع معكوس كوسواس قهري يحقق له أمنيته بجزيرته الليبرالية المتهالكة، أو حانة في مدينة، أو بقايا مستنقع! إنهم يعيشون في يأس مؤبد، حتى مع اتساع دائرة حرية التعبير المتاحة لهم في فضاءات الرأي المتعددة التي ينفّسون فيها عن أكاذيبهم على أنفسهم ابتداءً ومن ثم مجتمعاتهم، وأحلامهم البائسة، وخيالاتهم الفاسدة، التي تشعرك لأي مستوى من خيبة الأمل قد وصلوا! تراهم يهللون بخيبة كبيرة لكل فساد يلمحونه خارج بلدانهم، وتشرئب له نفوسهم، لكن واقعهم، أو واقع مجتمعهم "الفاسد" – كما يرونه – يعيدهم إلى عالم كذبهم الخاص مصفدين كمردة الشياطين.. حاربوا الهيئات فناداهم المجتمع " كلنا رجال الهيئة"، حاربوا حِلَق الذكر، فظهرت حملات التبرع لها، تحصنوا بالقنوات التي تتبناهم، فتناولهم الناس بالسخرية، خططوا، وزوروا، ودبروا فكشفتهم مواقع التواصل، نادوا بحرية المرأة، فظهرت مليون تفند تلك الحريات، فعن أي مجتمع يتكلمون؟ وعن أي واقع يكتبون؟ في الواقع الذي نراه نحن (أقصى جهودهم المناشدة والدعوات، الاستفزاز، وتلقي اللعنات.. ! ) ينادون بفصل الدين عن الدولة بشعار "دع ما لله لله، وما لقيصر لقيصر" كأنما صورت لهم تلك الخيالات أنهم زعماء وقادة سيقابلون بالتصفيق الحار من الجماهير، ولك أن تتخيل واقعهم الحقيقي إذا خرجوا من هالات خيالاتهم العاجية الخاصة "لحظة" ومشوا بين أروقة واقعنا، أو إن شئتم سماء خيالاتنا مع شيلة خاصة لا يستحضرها الناس إلا في مثل هذه المواقف! *الليبرالي باختصار: يضخم المأمول حتى يراه الواقع المحتوم، فتصفعه الحقيقة بدون سابق إنذار، ويعيده الواقع لحجمه في المجتمع "فرد من جالية مشرذمة"… كلما صرخت عن خيالها ألجمها الواقع بغلبة الجماهير المتدينة بالفطرة! @Mjabbar11