تنوعت متابعات كبريات الصحف الصادرة في عواصم العالم الأربعاء، للتطورات الجارية في الشرق الأوسط، ورغم أن الاحتجاجات السورية المتواصلة ضد نظام الرئيس بشار الأسد، حظيت بنصيب "الأسد" من التغطية، فقد تناولت عدة قضايا أخرى، من بينها تطورات الأحداث في ليبيا واليمن. التلغراف: أبرزت الصحيفة البريطانية عنواناً في الشأن السوري يقول تقريراً لمراسلها أندرو جيليغان، بعنوان: سوريا: داخل حماة.. مدينة الخوف والأشباح.. في إشارة إلى المدينة السورية التي كانت تحت سيطرة المعارضة قبل أن يفرض النظام سطوته عليها بالقوة. وذكرت الصحيفة: تنتشر على الأرصفة وفي الميادين المتاريس العسكرية والنقاط الأمنية المحاطة بأكياس الرمال، وكلما تمر في شارع ما، يتتبعك الجنود المدججين بأسلحتهم.. وفي مكان ما أعلى التل هناك، فوق قلعة قديمة تعود للعهد البيزنطي، اتخذ قناصة النظام أماكنهم، بما يمكنهم من إطلاق النار على كل من يمر في الشوارع من تحتهم. وبعدما كانت حماة إحدى أولى نقاط انطلاق شرارة الاحتجاجات في سوريا، أصبحت الآن مدينة الخوف والأشباح.. فطوال ستة أسابيع، كانت المدينة مسرحاً لتحركات المعارضة، ولكن النظام أرسل قواته إلى هناك، وبعدها تم إغلاق جميع الطرقات، وقطع كافة خطوط الاتصالات، كما قُطعت عنها خدمات الانترنت، وحُرم أهلها من التيار الكهربائي، حتى إمدادات الغذاء الرئيسية توقفت عن المدينة. نيويورك تايمز: وفي الشأن الليبي، تناولت الصحيفة الأمريكية عنواناً يقول: في ليبيا.. القتال قد يطيل أمد الثورة.. وذكرت تحت العنوان: الكثير من قادة الجماعات المسلحة المحلية، الذين ساعدوا في الإطاحة بنظام العقيد الليبي معمر القذافي، ما زالوا يرفضون النداءات المتكررة لتسليم أسلحتهم، ويقولون الآن إنهم يعتزمون الحفاظ على استقلالهم الذاتي للتأثير في القرارات السياسية، باعتبارهم "حراس الثورة." وتُعد قضية حل هذه الجماعات المسلحة واحدة من أكثر القضايا إلحاحاً التي تواجه الحكومة المؤقتة الجديدة، والمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، ونشأت هذه القضية بعدما انضم العشرات من قادة وأفراد الفرق العسكرية، التي كانت ضمن قوات القذافي إلى صفوف الثوار، وشكلوا مجالس عسكرية محلية في مدن مثل مصراتة والزنتان، ولاحقاً في العاصمة طرابلس. وفي مؤتمر صحفي مساء الأحد الماضي، اقترح رئيس الحكومة المؤقتة السابقة، محمود جبريل، على المجلس الوطني الانتقالي أنه بدلاً من توقع حل الجماعات المسلحة، فينبغي أن يحاول دمجها عن طريق توسيعها لتشمل ممثليه في المدن الليبية. روسيسكايا غازيتا: في معرض تناولها الأزمة السورية، طرحت الصحيفة الروسية عنواناً يقول: على ماذا يعول الرئيس السوري في صراعه على السلطة؟.. وقالت في معرض إجابتها: على دعم الجامعة العربية والتضامن العربي؟.. فهذا الأمر مستبعد تماماً.. أم على لا مبالاة الغرب إزاء ما يجري في سوريا؟.. أم على خشية العالم من تحول سوريا إلى أفغانستان جديدة؟.. وهذان العاملان ضعيفان كذلك.. أم على موقف مجلس الأمن، الذي كان على وشك إصدار قرار يمهد الطريق أمام توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا، لولا الموقف الروسي؟ وتابعت الصحيفة: لا بد من الإشارة، في هذا المقام، إلى أن روسيا، ألمحت أكثر من مرة للرئيس السوري، أنها تنتظر منه حواراً جاداً مع المعارضة.. إضافة إلى أن روسيا لن تستطيع، إلى مالا نهاية، أن تحول دون فرض عقوبات على النظام السوري.. من الواضح أن اتصالات روسيا مع المعارضة السورية مازالت حذرة، لكن استمرارها في المراهنة على نظام الأسد، يمكن أن يكبدها خسائر اقتصادية وجيو سياسية فادحة، في حال سقوط النظام في دمشق.