أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أن المملكة تعمل في إطار التعاون الدولي، على التصدي للإرهاب بمختلف أشكاله، وتشدد على أن الإسلام لا يمكن أن يشجع على الإرهاب، لأن تعاليمه تمجه وتحذر منه أشد التحذير، والإسلام لا يصنف بين معتدل ومتشدد، أو سياسي وغير سياسي، بل هو نسيج واحد يستقى من مصدرين أساسيين: كتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، أما من زاغ به الفكر، وزلت به القدم، فلأنه لم يرجع إلى الراسخين في العلم، المرجع الموثوق به في أحكام الفقه الإسلامي. ودعا الملك عبدالله، في كلمة ألقاها نيابة عنه، أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، في مؤتمر الدعوة الإسلامية أمس، إلى وجوب انطلاق خطاب الدعوة لنشر هذا الدين بين الأمم على وجهه الصحيح، وإبراز محاسن وسطيته وموافقته للفطرة السليمة. وقال خادم الحرمين: إن على هذا الخطاب أن يعالج القضايا تبعاً لمتغيرات العصر وأن يوظف وسائط الاتصال العصرية لتوسيع انتشاره. أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على وجوب انطلاق خطاب الدعوة لنشر هذا الدين بين الأمم على وجهه الصحيح وإبراز محاسن وسطيته وموافقته للفطرة السليمة وذب أشكال التشويه والتزييف التي يروج لها أعداء الداخل والخارج ونقض عللهم بالحجة والبرهان. وقال الأمير خالد الفيصل في كلمة ألقاها نيابة عن خادم الحرمين الشريفين خلال افتتاح مؤتمر مكةالمكرمة "الدعوة الإسلامية.. الحاضر والمستقبل" الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي: "شرف عظيم، أن ينيبني خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود يحفظه الله ، لأشارك هذا الجمع المبارك افتتاح الدورة الثانية عشرة، لمؤتمر مكةالمكرمة، الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي، في مثل هذه الأيام المباركة من كل عام". وأضاف "يطيب لي بهذه المناسبة أن أرحب بضيوفنا الأكارم، من العلماء والدعاة والمفكرين، في رحاب هذا البلد الأمين، الذي يستقبل الآن ملايين الحجاج من شتى بقاع المعمورة، وتبذل المملكة فائق عنايتها، وتسخر كل طاقاتها وقدراتها، لأمنهم وراحتهم، وتوفير حاجاتهم، وتيسير أدائهم للفريضة الركن، مستشعرة عظم الأمانة، التي شرفها بها الرحمن، في خدمة ضيوفه جل وعلا". الحفل الكريم، يأتي موضوع هذه الدورة عن "الدعوة الإسلامية: الحاضر.. والمستقبل"، في وقت تشتد حاجة الأمة إلى حراك فاعل، لمراجعة حاضر الدعوة، ومواجهة التحديات في مسارها، وطرح الرؤى ومشاريع التجديد والإصلاح والتطوير في آلياتها، بما يحقق تفاعل الأمة، وانفتاحها على غيرها من الأمم، انطلاقاً من أن رسالة الإسلام السامية، ليست موجهة إلى قوم دون الآخرين، وإنما هي رسالة عامة لكل البشر، وحتى قيام الساعة، وهذا يؤكد ما هو معلوم بالضرورة، من أن الأمة الإسلامية مكلفة، على سبيل الوجوب الجماعي، بتبليغ الدعوة إلى كافة أهل الأرض. ولا شك أن الإنسان اليوم، في غير مكان على وجه البسيطة، رغم التقدم المادي والتقني المذهل الذي حققه، يعاني من التيه والخواء الروحي إلى حد الإفلاس، والتمرد حتى على الفطرة، في غياب علمه بدين الفطرة، بما يجعله في أمس الحاجة، للتعرف إلى الرحمة والنور والهداية، في رسالة الإسلام الشاملة، التي تبين للفرد والجماعة كل ما يصح به دينهم ودنياهم، حتى في أدق تفاصيل الحياة , نعم .. فالإسلام وحده، بما يكتنزه من قيم ربانية شاملة، ونظرة إلى الحياة متوازنة، جدير بإنقاذ الإنسان من مأزقه السلوكي الراهن، مع الحفاظ على مكتسباته المادية وتنميتها في الوقت ذاته. الإخوة الأفاضل يجب أن ينطلق خطاب الدعوة، لتسويق هذا الدين بين الأمم على وجهه الصحيح، وإبراز محاسن وسطيته، وموافقته للفطرة السليمة، وذب أشكال التشويه والتزييف، التي يروج لها أعداء الداخل والخارج، ونقض عللهم بالحجة والبرهان, كما أن على هذا الخطاب أن يعالج القضايا المستجدة تبعاً لمتغيرات العصر، وأن يوظف وسائط الاتصال العصرية لتوسيع دائرة انتشاره. ويجب الاعتراف بأن تغيير الصورة السيئة عن المسلمين لدى الآخر، يقتضي تغيير ما يشوب أصل المنهج الرباني، من تشوهات تطبيق البشر، لأن العداوة ضد الإسلام تتخذ من ضعف واقع المسلمين فرصة للهجوم، فعلينا أن نعمل ما وسعنا لنقدم "القدوة الإسلامية" للآخرين، لأنها خير دفاع عن الإسلام، وخير وسيلة لإقناع الآخر بالدخول فيه. أيها الإخوة: المملكة العربية السعودية وفاء لواجبها الديني والتاريخي ما فتئت تبذل جهدها في خدمة الإسلام: حفاظاً عليه صحيحاً نقياً بين أبنائها، وتعريفاً به ودفاعاً عنه في الآفاق العالمية، وتنشئ المساجد والمراكز الإسلامية، وشبكة واسعة من المعاهد والمدارس والأكاديميات في مختلف أنحاء العالم، وتقدم المنح الدراسية، والدورات التدريبية لأبناء المسلمين، وتدعم البحوث الإسلامية، والكراسي العلمية، في العديد من الجامعات العالمية، بهدف تشجيع أبحاث الشريعة الإسلامية، والحوار بين الحضارات، ونشر الإسلام والتعريف بمبادئه. كما تعمل المملكة في إطار التعاون الدولي، على التصدي للإرهاب بمختلف أشكاله، مشددة على أن الإسلام لا يمكن أن يشجع على الإرهاب، لأن تعاليمه تمجه وتحذر منه أشد التحذير، وأن الإسلام لا يصنف بين معتدل ومتشدد، أو سياسي وغير سياسي، بل هو نسيج واحد يستقى من مصدرين أساسيين: كتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، أما من زاغ به الفكر، وزلت به القدم، فلأنه لم يرجع إلى الراسخين في العلم، المرجع الموثوق به في أحكام الفقه الإسلامي. وفي الختام، أنوه بما تقوم به رابطة العالم الإسلامي، من جهود مميزة في التعريف بالإسلام، وذب الشبهات والأباطيل عنه، وعن أمته وحضارته. وأقدم الشكر لكل القامات الحاضرة، سائلاً المولى جل وعلا أن يكلل أعمالكم بالنجاح والتوفيق، لما فيه خير الأمة الإسلامية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وقال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالمحسن التركي إن المتأمل في شأن الدعوة وأهميتها يدرك أنها ضرورة لا تنقطع حاجة البشرية إليها ومن ثَم فهي فريضة شرعية ومسؤولية إسلامية لا تخص فئة من المسلمين دون أخرى بل هي منوطة بكاهل الأمة جميعاً حكومات وشعوباً باعتبارها السبيل الذي انتشر عن طريقه الإسلام في المشارق والمغارب. وأضاف: حققت الجهود الدعوية في تجديد الدين في الأمة وإصلاح أحوالها على منهاج السلف في مختلف العصور إلى الآن على أيدي رجال مخلصين وعلماء ربانيين إنجازات جليلة لا تخطئها عين فاحصة وامتد أثرُها الطيب إلى غير المسلمين حتى أصبح يدخل في دين الله في بعض البلدان مئات الناس في كل شهر في حين أن هذه الإنجازات تواجه تحديات منها العولمة التي وإن فتحت آفاقاً واسعة للتواصل بين الناس وتبادل العلوم والمعارف إلا أنها تؤثر على الخصوصيات الثقافية التي من أهمها الدين وما يتصل به من الأخلاق وأصول التربية كذلك من هذه التحديات النقص في مؤسسات التأهيل والتدريب الدعوي. عقب ذلك، قال سماحة مفتي المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ إن الدعوة إلى الله هي طريقة الأنبياء والمرسلين ومن سار على منهاجهم إلى يوم الدين لقد بعث الله رسله مبشرين ومنذرين وإن دعوتهم متفقة على الأصول، وهي الدعوة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإن صحابة محمد صلى الله عليه وسلم قاموا بهذه المهمة، مشيرا إلى أن الدعوة في هذا العصر تواجه تحديات كثيرة ومنها أنهم يصفون الدعاة إلى الله بأنهم إرهابيون وبأنهم كذا وكذا وهم في هذا مخالفون للواقع، فالدعاة إلى الله ليسوا إرهابيين ولكنهم موجهون ودعاة مرشدون وإن أخطا بعضهم أو أتى بخطأ فممارسة الأخطاء من الأفراد لا يحكم بها على الجميع بل دين الإسلام والدعاة إليه دعاة خير وسلام وأمن واستقرار ولا بد للمسلمين أن يكشفوا هذه الشبهة ويبينوا محاسن الإسلام وفضائله وأن الدعوة إلى الله دعوة بالحكمة والبصيرة والموعظة الحسنة والطريق السليم لكي يفهم العباد حقيقة هذا الدين ومن العقوبات التي تواجه الدعوة المواقع الكثيرة المتعددة التي تهاجم الإسلام وفضائله وأخلاقه فلا بد للمسلم أن يكون على بصيرة من أمره وألا ينخدع بكل ما يلقى وبكل ما ينشر وأن يقابل المسلمون هذه الهجمة الشرسة ضد الإسلام بتبصير الأمة وتوعيتها. إن هذه المواقع المختلفة لا تخلو من دعوة باطلة ودعوات ضالة فلا بد أن تقابل بالحجة القاطعة. خادم الحرمين يهنئ الرئيس العام لرعاية الشباب هنأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل بمناسبة تحقيق المملكة ممثلة في الرئاسة العامة لرعاية الشباب للمركز الأول على مستوى الدول في المسابقة السنوية ال24 لحفظ وتجويد القرآن الكريم والحديث الشريف لشباب دول مجلس التعاون التي أقيمت فعالياتها في الكويت، وهي المرة التاسعة عشرة التي يحقق فيها شباب المملكة هذه المسابقة. ورفع الأمير نواف – بهذه المناسبة – شكره وعظيم امتنانه لخادم الحرمين الشريفين على دعمه ومساندته الدائمة لقطاعي الشباب والرياضة في المملكة، مؤكداً أن هذا الإنجاز الشبابي يأتي امتدادا لمكتسبات تحققت ولله الحمد لشباب المملكة في كافة المجالات بفضل الله ثم بفضل ما يجده قطاع الشباب من دعم غير محدود من حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين لكافة البرامج والنشاطات الشبابية والرياضية. وأضاف أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب تولي – وباهتمام كبير – كافة المناشط والبرامج المتعلقة بالشباب جلّ عنايتها سواء الثقافية أو الاجتماعية أو الرياضية وهو الدور الأساسي الذي تقوم به الرئاسة انطلاقا من مسؤولياتها تجاه الشباب، مشيراً إلى أن مسابقة القرآن الكريم والحديث الشريف من البرامج والمسابقات التي تنفذها الرئاسة بين الأجهزة التابعة لها كما هي المسابقات الثقافية والعلمية المتنوعة التي على ضوء نتائجها تشارك الرئاسة في المسابقات الإقليمية والقارية، وبحمد الله يحقق من خلالها شباب المملكة دائماً المراكز المتقدمة.