أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كلمة ألقاها نيابة عنه أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل خلال افتتاح مؤتمر "الدعوة الإسلامية: الحاضر.. والمستقبل" في مكةالمكرمة أن السعودية تعمل على التصدي للإرهاب بمختلف أشكاله، مشدداً على أن الإسلام لا يمكن أن يشجع على الإرهاب، لأن تعاليمه تحذر منه أشد التحذير. وقال خادم الحرمين الشريفين "الإسلام لا يصنف بين معتدل ومتشدد، أو سياسي وغير سياسي، بل هو نسيج واحد يُستقى من مصدرين أساسيين: كتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، أما من زاغ به الفكر، وزلت به القدم، فلأنه لم يرجع إلى الراسخين في العلم، المرجع الموثوق به في أحكام الفقه الإسلامي". ورأى خادم الحرمين أن موضوع "الدعوة الإسلامية: الحاضر.. والمستقبل"، يأتي في وقت تشتد حاجة الأمة إلى حراك فاعل، لمراجعة حاضر الدعوة، ومواجهة التحديات في مسارها، وطرح الرؤى ومشاريع التجديد والإصلاح والتطوير في آلياتها، بما يحقق تفاعل الأمة، وانفتاحها على غيرها من الأمم. وأوضح خادم الحرمين الشريفين أن رسالة الإسلام السامية، ليست موجَّهة إلى قوم دون آخرين، وإنما هي رسالة عامة لكل البشر، وحتى قيام الساعة, وهذا يؤكد ما هو معلوم بالضرورة، من أن الأمة الإسلامية مكلفة، على سبيل الوجوب الجماعي، بتبليغ الدعوة إلى كافة أهل الأرض.
وأضاف: "لا شك أن الإنسان اليوم، في غير مكان على وجه البسيطة، رغم التقدم المادي والتقني المذهل الذي حققه، يعاني من التيه والخواء الروحي إلى حد الإفلاس، والتمرد حتى على الفطرة، في غياب علمه بدين الفطرة، بما يجعله في أمس الحاجة، للتعرف إلى الرحمة والنور والهداية، في رسالة الإسلام الشاملة، التي تبين للفرد والجماعة كل ما يصح به دينهم ودنياهم، حتى في أدق تفاصيل الحياة".
ونوَّه خادم الحرمين الشريفين إلى أنه يجب أن ينطلق خطاب الدعوة، لتسويق هذا الدين بين الأمم على وجهه الصحيح، وإبراز محاسن وسطيته، وموافقته للفطرة السليمة، وذب أشكال التشويه والتزييف، التي يروج لها أعداء الداخل والخارج، ونقض عللهم بالحجة والبرهان. كما أن على هذا الخطاب أن يعالج القضايا المستجدة تبعاً لمتغيرات العصر، وأن يوظف وسائط الاتصال العصرية لتوسيع دائرة انتشاره. وأكد خادم الحرمين الشريفين "يجب الاعتراف بأن تغيير الصورة السيئة عن المسلمين لدى الآخر، يقتضي تغيير ما يشوب أصل المنهج الرباني، من تشوهات تطبيق البشر، لأن العداوة ضد الإسلام تتخذ من ضعف واقع المسلمين فرصة للهجوم، فعلينا أن نعمل ما بوسعنا لنقدم القدوة الإسلامية للآخرين، لأنها خير دفاع عن الإسلام، وخير وسيلة لإقناع الآخر بالدخول فيه". وفي الختام، نوَّه خادم الحرمين في كلمته بما تقوم به رابطة العالم الإسلامي، من جهود مميزة في التعريف بالإسلام، وذب الشبهات والأباطيل عنه، وعن أمته وحضارته.