روى ابن عم المبتعث محمد خالد السبيعي تفاصيل حادثة الغرق المؤلمة الّتي شهدتها أول أمس السبت شواطئ خليج المكسيكجنوبالولاياتالمتحدةالأمريكية، وراح ضحيتها الملازم أول المبتعث لدراسة الطيران من كلية الملك عبدالعزيز الحربية. وقال راجح السبيعي – ابن عم المفقود ومرافقه خلال الرحلة – ل"تواصل": وصلنا ليلة السبت الماضي إلى الحدود الجنوبية بين الولاياتالمتحدةوالمكسيك، وبالتحديد في شواطئ خليج المكسيك في رحلة بحرية في جزيرة ساوث بادري، كنا ستة أشخاص يرافقنا محمد خالد، فجر السبت استيقظت من النوم لم أجد محمداً معي في الغرفة التي نمنا فيها معاً، وعندما بحثت عنه وجدته جالساً في الشرفة. وأضاف "راجح": عدت للنوم ثم قام محمد بإيقاظي لأداء صلاة الفجر ثم الخروج إلى الشاطئ، حاولت تأخيره حتى نتناول الإفطار فرفض وشدد على الخروج في نفس اللحظة، خرجنا إلى الشاطئ وما أن بدأنا السباحة حتى أصبح الموج أقوى وسرعة الرياح أشد، وكلما حاولنا العودة لا نستطيع بعد أن ابتعدنا عن الشاطئ حوالي 500 متر، حتى أن السباحين الماهرين لا يمكنهم السباحة في تلك الأجواء الصعبة. وتابع: أحد الأصدقاء المرافقين لنا استطاع العودة إلى الشاطئ وأنا ما زلت ممسكاً بيد محمد حتى لا نفقد التوازن ثم نغرق جميعاً، وكان الفقيد وقتها يردد: لا إله إلا الله.. وكنت أوصيه بأن يستلقي على ظهره حتى يستطع الوصول إلى الشاطئ على الأقل، وتجنب الموج القادم، ولكنه لم يستطع فعل ذلك وأتى الموج علينا بشكل قوي وأبعدني عنه. وتابع "راجح": عند ذلك أتى الفرج من الله بوصول اثنين من السباحين – سياح أمريكان – وقام أحدهما بإنقاذي والآخر حاول إنقاذ محمد وأمسك به ولكنه ذهب بعيداً عنه بفعل الأمواج وهو يردد: لا إله إلا الله محمد رسول الله. وأردف: بعد نجاتي ووصولي إلى الشاطئ شعرت بانهيار وكانت أسوأ لحظات حياتي بعد أن فقدت رفيق حياتي، ثبتني الله بعد ذلك، عندما أتذكر أن الله قد كتب له نطق الشهادتين والموت بهذه الطريقة وإصراره قبل ذلك على الخروج للرحلة في عطلة نهاية الأسبوع ورغبته الملحة في السباحة. وختم "راجح" قائلاً: محمد أتى لأمريكا لدراسة الطيران، ووصل إلى سانتونيو قبل ثلاثة أسابيع ولكن لم يمهله الموت كثيراً رحل إلى ربه شهيداً بإذن الله، أقسم بالله أنه نطق الشهادتين أمامي وأسأل الله أن يتقبله في الشهداء.