بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد: إنّه من المعلوم أنَّ بناء شخصية الطالب وتكوين توجهه يرجع إلى ثلاثة مؤثرات: البيت، والمدرسة، ووسائل الإعلام. وأظن أنَّ المؤثر الثاني هو الأقوى على الإطلاق، فقد طُرح سؤال على مجموعة من الطلاب: من الشخص الذي كان له تأثير في حياتك؟ فكانت إجابة الأغلبية: المعلم فلان. وهذا حق لا ريب فيه، فمتى كان المعلم يتمتع بأخلاق عالية، واطلاع واسع، وحرص على نفع من حوله؛ فثمار عطائه ستؤتي أُكلها في العاجل والآجل. ومن منطلق الحرص على أبناء المسلمين وبناتهم، إليك – أيها المعلم والمعلمة – بعضاً من الوصايا كتبتها على عجل، راجية الرب العظيم أن يجعلها خالصة لوجهه. وهاك هي: 1 – أنت على ثغرة من ثغور الإسلام، أبناء المسلمين بين يديك، قد استأمنك أهلوهم عندك، فما أنت صانع؟ 2 – اخلص نيتك لله في تعليمك لطلاب المسلمين، تثاب على كل ما يتعلق بتدريسك ويكتب لك عبادة (النوم مبكراً، التحضير، التصحيح..). 3 – {وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ} كل مدخل ومخرج كان بالله ولله وابتغاء مرضاة الله، فصاحبه ضامن على الله (ابن القيم). 4 – قال ابن القيم: من علم وعمل وعلَّم فذاك يدعى عظيماً في ملكوت السموات. يا له من شرف! هل عرفت قدر النعمة التي منَّ الله بها عليك؟! 5 – قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله وملائكته ليصلون على معلمي الناس الخير). المعلم الداعية قد لا يكون عنده كثير عمل.. لكن هناك من يستغفر له! 6 – قال صلى الله عليه وسلم: (من دلَّ على خير فله مثل أجر صاحبه). نصحت مضيعاً للصلاة فحافظ عليها.. لك مثل أجره، نصحت عاقاً لوالديه فبرَّ بهما.. فلك أجر البر… 7 – حث الطلاب على حفظ القرآن والحديث، وكوِّن حلقات لذلك. تذكر قوله صلى الله عليه وسلم: (من علَّم آية في كتاب الله عز وجل كان له ثوابها ما تليت). 8 – عليك بالتحلي بحسن الخلق (اللين والحزم) كلٌ في موضعه، قال صلى الله عليه وسلم: (حُرِّم على النار كل هين لين سهل قريب من الناس). 9 – قال خالد بن معدان: إذا فتح لأحدكم باب خير فليسرع إليه، فإنه لا يدري متى يغلق عنه. – سيأتي يوم تترك التدريس، وستحاسب نفسك: يا ترى ماذا قدمت لآخرتي؟! ماذا قدمت لمجتمعي؟! 10 – تعلم أن للتجار مشاريع تجارية، اجعل مشروعك – هذا العام – أيها المعلم: دعوة الطلاب للخير.. هذه والله التجارة الرابحة.. اصدق مع الله يصدق الله معك، ويعينك وييسر أمورك، ويبارك لك في وقتك ورزقك. وكتبته/ أ. شيخة القاسم