تناولت الصحف العربية الصادرة الجمعة مجموعة ملفات، بينها الحديث عن "نظام إقليمي جديد" في المنطقة، ستظهر معالمه خلال أشهر، إلى جانب استنكار شيخ الأزهر لمحاولات نشر المذهب الشيعي في مصر، علاوة على نفي لوجود العقيد معمر القذافي بمدينة غدامس، ومناقشة لتداعيات مهاجمة السفير الأمريكي في سوريا. الحياة صحيفة الحياة الصادرة في لندن أفردت حيزاً واسعاً لمقال كتبته راغدة درغام من نيويورك حول مستقبل المعادلات السياسية في المنطقة تحت عنوان: "أسبوعان في الأممالمتحدة: نظام إقليمي جديد يتشكَّل." وقالت الكاتبة، متحدثة عن الاجتماعات على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة: "الحدث الفلسطيني لم يكن وحده ما شغل الرؤساء والوزراء بل إن الاجتماعات الثنائية عكست اهتماماً بالغاً بما يحدث من ولادة لنظام إقليمي جديد في منطقة الشرق الأوسط نتيجة اليقظة العربية وثورات تونس ومصر وليبيا واليمن وسورية، وكذلك أحداث البحرين." وتابعت: "تركيا وإيران أساسيتان في مصير النظام الإقليمي الجديد لكن الدول العربية ليست غائبة عنه، خصوصاً دول مجلس التعاون الخليجي. لبنان مهم في عملية التشكّل هذه بقدر تأثره ببقاء النظام السوري أو انهياره وما يترتب على الانهيار من تأثير على حليف دمشق الرئيسي، الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي ستقرر بدورها مصير لبنان عبر علاقاتها العضوية مع حزب الله هناك.". واستعرضت درغام المسارات السياسية في عدة ملفات بالمنطقة قبل أن تخلص إلى القول: "النظام الإقليمي الجديد يتشكّل على صعد عدة وفي محطات متفرقة. قد يستغرق الأمر ستة أشهر أو سنة، إنما لا عودة إلى ما كان عليه النظام الإقليمي القديم في منطقة الشرق الأوسط."
الشرق الأوسط ومن صحيفة الشرق الأوسط برز العنوان التالي: "شيخ الأزهر يستنكر محاولات نشر المذهب الشيعي بجوار مآذن ‘قلعة أهل السنة' أحمد الطيب: الأزهر يضبط نفسه حفاظا على وحدة المسلمين." وقالت الصحيفة: "في تهديدات شديدة اللهجة، قال شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، إن الأزهر الذي يعبر عن أكثر من مليار سني سيقف بالمرصاد ضد المد الشيعي، معتبرا أن ما يذاع في القنوات الشيعية يصب في مصلحة إسرائيل والغرب ويهدف لتفتيت الأمة الإسلامية؛ إلا أن ناشطا شيعيا بمصر قلل من تهديدات شيخ الأزهر، بقوله إنها لا تستحق أي نوع من التعليق." وقال شيخ الأزهر خلال استقباله أمس وفدا شيعيا يمثل مؤسسة الحكيم بلبنان وبعض الممثلين عن المجلس الأعلى العراقي بمقر مشيخة الأزهر، إنه على المراجع الدينية في النجف وقم أن ‘يتبرأوا من كل من يسب الصحابة الكرام والسيدة عائشة رضي الله عنها، وكل العقائد الباطلة، لو كانوا حقا يريدون الحفاظ على وحدة الأمة الإسلامية،' مضيفا أن ‘الأزهر إلى الآن يضبط نفسه حفاظا على وحدة المسلمين؛ لكن إذا لم تتم السيطرة على هذه الحالة فستكون للأزهر خيارات فكرية أخرى.'" واستنكر شيخ الأزهر المحاولات المحمومة لنشر مذهب الشيعة في بلاد السنة خاصة في مصر، وبجوار مآذن الأزهر قلعة أهل السنة والجماعة، وقال ‘فاتحت بعض علماء الشيعة وكلهم تبرأوا من هذه الكتب؛ لكن كيف نفسر سيل الكتب التي توزع في مصر وباقي العالم الإسلامي؟'" ومن جانبه، اعتبر الناشط الشيعي أحمد راسم النفيس أن ما ذكره شيخ الأزهر لا يستحق أي نوع من التعليق. وقال النفيس للشرق الأوسط: "مؤسسة الأزهر مؤسسة علمية أكاديمية، وكون البعض يفترض أن لها مهام أخرى تتجاوز هذه المسألة، فأعتقد أن هذا وهم، وكل إنسان حر في توهماته."
القدس العربي أما صحيفة القدس العربي فتناولت ما تعرض له السفير السوري في دمشق ضمن زاوية "رأي القدس" وذلك تحت عنوان "ليتهم طردوا السفير ولم يهاجموه." وقالت الصحيفة: "احتجت الإدارة الأمريكية بشدة أمس على هجوم من قبل سوريين موالين للنظام على السفير الأمريكي في دمشق، ووصف متحدث باسم البيت الأبيض هذا الهجوم بأنه محاولة لترهيب دبلوماسي يشهد على ‘وحشية' الحكومة السورية." وأضافت الصحيفة: "وحشية النظام السوري ليست بحاجة إلى إثبات، فأرقام القتلى الذين يتساقطون يومياً برصاص قوات الأمن في تزايد مستمر منذ أن بدأت الاحتجاجات قبل ستة أشهر طلباً للتغيير الديمقراطي في البلاد. ولكن الأمر المؤكد والمثبت هو النفاق الأمريكي في ما يتعلق بحقوق الإنسان والثورات العربية عموماً." وتابعت: "لا نجادل في حق السفير الامريكي روبرت فورد في الخروج من سفارته في دمشق، والالتقاء بشخصيات سورية معارضة تتزعم الثورة الشعبية وتساند مطالبها في التغيير.. ما نجادل به هو الانتقائية الأمريكية في التعاطي مع الثورات العربية المطالبة بالحريات والتغيير الديمقراطي، فلم نسمع أو نقرأ أن السفير الأمريكي في تونس نزل إلى مدينة سيدي بوزيد التي شهدت الشرارة الأولى لهذه الثورات." وختمت الصحيفة بالقول: "كنا سنحترم هذه السلطات لو استدعت السفير الأمريكي إلى مقر وزارة الخارجية في دمشق وطلبت منه المغادرة فوراً، إذا كان ما أقدم عليه يشكل تدخلاً في مرفوضاً في الشؤون الداخلية السورية، ولكنها للأسف لم تفعل، وتركت المهمة إلى مجموعة من ‘الشبيحة' فجاء فعلها أكثر ضرراً على الحكومة السورية مما هو على السفير الأمريكي نفسه."
الوطن السعودية ومن السعودية، تابعت صحيفة الوطن مسار الانتخابات البلدية تحت عنوان "انتخابات ثانية.. أبطالها مسنون." وقالت الصحيفة: "إلى صناديق الاقتراع، توجه آلاف المواطنين في مناطق المملكة أمس لاختيار مرشحيهم في المجالس البلدية بدورتها الثانية، وسط اعترافات بقلة الإقبال على التصويت، وغياب للشباب قابله حضور للمسنين." وتابعت: "وتسابق المرشحون المرابطون في المراكز الانتخابية إلى ‘حب الخشوم' وتوزيع الابتسامات على الناخبين وتقديم القهوة والشاي والتمر والورود بغية استجداء العواطف ومن بعدها الأصوات. وبدا منذ أمس، أن الأنظار متعلقة بانتخابات 2015 ، التي سيكون للمرأة فيها حضور ثابت، بعد محاولتين لم تنل فيهما حظا."
قورينا الجديدة أما من ليبيا، فعنونت صحيفة قورينا الجديدة: "مسؤول بغدامس ينفي لقورينا وجود القذافي في المدينة أو ضواحيها." وقالت الصحيفة: "نفى منسق ائتلاف ثورة 17 فبراير بمدينة غدامس عدنان مقور، وجود العقيد الهارب معمر القذافي داخل المدينة أو في أطرافها، وذلك بعد تصريحات من أحد أعضاء المجلس الانتقالي بوجوده بغدامس." وأكد مقور أن هذا "كلام عارٍ عن الصحة، مشيرا إلى أن القذافي ربما يكون موجودا في عمق الصحراء ذات التضاريس الوعرة المعروفة بكثرة الجبال والوديان فيها."