ظهرت أمس بوادر انفراجة في الخلاف الدائر بين «جماهير الثورة» والحكم المصري، إذ أعلنت قوى سياسية تعليق اعتصامها في ميدان التحرير في القاهرة. وجاءت هذه الخطوة في ظل مخاوف من صراع بين التيارين الليبرالي والإسلامي، وبعد يومين من إعلان رئيس الحكومة الدكتور عصام شرف سلسة إجراءات وتعهدات بهدف تهدئة غضب المحتجين في القاهرة وميادين أخرى في المدن المصرية. وعلمت «الحياة» أن الحكومة المصرية ستعلن بعد اجتماع لها اليوم عزل أسماء المنتمين إلى الحزب الوطني «المنحل» من المناصب القيادية في الجهاز الإداري للدولة وإحلالهم بآخرين من «جيل الثورة»، في خطوة جديدة تهدف إلى التهدئة. ويأتي ذلك في وقت لاحت بوادر إيجابية لتحركات تهدف إلى رأب الصدع بين القوى الإسلامية والتيارات الليبرالية قبل تظاهرات ينوي الإسلاميون تنفيذها الجمعة المقبل. لكن بدا، في غضون ذلك، أن المشاكل مصرّة على مطاردة حكومة شرف، إذ تفجرت مواجهات في منطقة صناعية في محافظة الإسماعيلية (إحدى مدن قناة السويس) بين عمال محتجين وقوات الشرطة العسكرية الأمر الذي أدى إلى سقوط عشرات الجرحى. ووقعت الاشتباكات عندما حاول آلاف العمال الذين ينفذون إضراباً احتجاجاً على ضعف رواتبهم «الخروج من بوابة المنطقة الصناعية للاعتصام على طريق رئيسي في الإسماعيلية قبل أن تصطدم بهم قوات الشرطة العسكرية». وقال سكان محليون وشهود إن قوات الجيش أطلقت النار في الهواء لمحاولة تفريق العمال، ما دفع الغاضبين منهم إلى رشق الجيش بالحجارة، فرد أفراد الشرطة العسكرية برميهم بالحجارة أيضاً. وأدت هذه المواجهات إلى سقوط نحو 36 جريحاً بين العمال واثنين في صفوف الشرطة. على صعيد آخر، نقلت وكالة «فرانس برس» عن وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية أن شيخ الأزهر أحمد الطيب استقبل أمس وفدين من «حزب الله» ومن إيران، وانه حذّر من «محاولات نشر المذهب الشيعي بين أهل السنة وببلدانهم». ويعد هذا أول لقاء بين شيخ الازهر وممثلين شيعة منذ سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك الذي كان يتهم طهران و «حزب الله» بالتدخل في الشؤون الداخلية لمصر والعمل على زعزعة استقرارها. وقالت الوكالة إن شيخ الأزهر اكد «رفض الأزهر - باعتباره حامي حمى أهل السنة والجماعة بالعالم - محاولات نشر المذهب الشيعي بين أبناء أهل السنة والجماعة وببلدانهم». وأضافت الوكالة أن الطيب شدد على أن «الأزهر سيقف بالمرصاد لأي دعوات تفرق وحدة الأمة الإسلامية». وأوضحت أن شيخ الأزهر عبّر عن هذا الموقف خلال لقاء في مقر مشيخة الازهر في القاهرة مع وفد إيراني برئاسة ناصر السوداني نائب مدينة الأهواز في مجلس الشورى الإسلامى الإيراني الذي سلمه رسالة من علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى تضمنت دعوته لزيارة إيران. وبحسب الوكالة «طالب الإمام الأكبر من الوفد إبلاغ آيات الله بإيران بضرورة المساهمة في مسيرة التفاهم والتعاون بين المذاهب الإسلامية ونشر ثقافة التسامح بدلاً من الحقد والخلاف، واستصدار فتاوى واضحة وصريحة تدين من يدعو بدعوة الخلاف والفرقة والهجوم على أهل الصدر الأول من الصحابة والتابعين وأمهات المؤمنين الذين ورد القرآن باحترامهم والثناء عليهم». وأضافت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن شيخ الازهر التقى كذلك وفدا من حزب الله برئاسة الشيخ حسن عزالدين مسؤول العلاقات العربية بالحزب، حيث تم خلال المقابلة «بحث التطورات على الساحة العربية والإسلامية، ودور الأزهر فى تحقيق التوافق بين أبناء الأمة الإسلامية».