توصلت دراسة هولندية حديثة إلى وجود علاقة بين كثرة النوم أو قلته وارتفاع خطر الإصابة بمرض السكري. وذكرت الجمعية الأمريكية لمرض السكري، أنَّ ما يقرب من 29.100.000 شخص في الولاياتالمتحدة مصابون بمرض السكري، خصوصاً من النوع 2 الذي يعتبر الأكثر شيوعاً من الحالات التي تظهر عندما يكون الجسم غير قادر على استخدام الأنسولين بشكل فعال.. فيما يحدث مرض السكري النوع 1 عندما لا ينتج الجسم الأنسولين. والأنسولين هو هرمون تنتجه خلايا بيتا في البنكرياس لنقل الغلوكوز من مجرى الدم إلى خلايا الجسم، حيث يتم استخدامه للحصول على الطاقة. ولكن عندما لا تقدرُ خلايا بيتا إنتاج ما يكفي من الأنسولين أو حيث لا يستجيب الجسم بشكل صحيح لهذا الهرمون، ترتفع مستويات السكر في الدم. وخلصت الدراسة إلى أن السمنة وعدم ممارسة الرياضة من العوامل المؤثرة في زيادة خطر الإصابة بمرض السكري. ولكن الدراسة الهولندية أظهرت أنَّ مدة النوم يمكن أن تلعب دوراً في تطوُّر مرض السكري. وحلل الفريق بيانات 788 رجلاً وامرأة أصحاء تراوح أعمارهم بين 30 و60 عاماً من 19 دولة أوروبية. وقيَّم الباحثون حصول المشاركين في الدراسة على قسطٍ من النوم كل ليلة، من ثمَّ جرى تقويم مستويات النشاط البدني وذلك عبر استخدام جهاز استشعار الحركة. وأبرزت الدراسة أنَّ الرجال يجب أن يناموا في المتوسط 7 ساعات كل ليلة، أما في حال النوم أقل أو أكثر من 7 ساعات فهم سيعانون من فقر أيض الغلوكوز، إذ تصبح خلايا الجسم أقل استجابة للأنسولين، مما يقلل امتصاص الغلوكوز، ويساهم في زيادة خطر الإصابة بمرض السكري في المستقبل. وبالإضافة إلى ذلك، فإنَّ الرجال الذين ينامون أقل أو أكثر من 7 ساعات كل ليلة عُرضة لارتفاع مستويات السكر في الدم من أولئك الذين ينامون في المتوسط من 7 ساعات. في حين وجد الباحثون أن خلايا النساء اللواتي كُنَّ ينمن أقل أو أكثر من 7 ساعات ليلاً كانوا أكثر عرضة للاستجابة للأنسولين، وكانت وظيفة خلايا بيتا أفضل، مما يشير إلى أن قلة النوم لا ترفع خطر الإصابة بمرض السكري لدى المرأة. ومع ذلك، يقول الباحثون إنَّ النتائج التي توصلوا إليها تلقي الضوء على أهمية الحصول على ليلة نوم جيدة خصوصاً بالنسبة للرجال.