تشير قراءات إلى أن انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكون له تداعيات خطيرة على بريطانيا والأُسرة الأوروبية على حد سواء، سياسيا واقتصادياً، كما أنه سينال من قوة القرار الدبلوماسي الأوروبي، حيث يذهب بعض المحللين إلى توقع تفكك الاتحاد كلياً في حال فاز أنصار "لا" للاتحاد الأوروبي. ويجمع المراقبون على أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكون له عواقب وخيمة على عدة مستويات، في مقدمتها المستوى الاقتصادي، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية. وكان بنك بريطانيا حذر من أن الاستفتاء حول عضوية البلاد في الاتحاد الأوروبي يشكل "أكبر خطر فوري" على الأسواق المالية البريطانية والعالمية. وأكد وزير المالية البريطاني جورج أوزبورن، في وقت سابق، أن الخروج من الاتحاد يمكن أن ينجم عنه رفع الضرائب على البريطانيين وخفض النفقات، لتعويض نقص مالي بقيمة 30 مليار جنيه إسترليني أي 38 مليار يورو. وذكرت صحيفة "نيكاي" الاقتصادية اليابانية، أن المصارف المركزية في أوروبا والولايات المتحدةواليابان ناقشت تحركا لضخ سيولة بالدولار في حال خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقال ناطق باسم المصرف المركزي الياباني، إن "هناك آلية تبادل، تعرف ب"سواب"، بين عدد من المصارف المركزية بينها بنك اليابان، وفي هذا الإطار نؤمن سيولة بالدولار كل أسبوع للأسواق". خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يمكن أن يدفع ببلدان أخرى للسير في نفس الاتجاه تحت ضغط التيارات السياسية المتطرفة، وفي هذا الإطار، كان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير حذر من مخاطر "تفكك" الاتحاد الأوروبي في حال خروج بريطانيا. وقال الوزير الألماني خلال مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي إن تصويت البريطانيين لأجل خروج بلادهم "سيشكل صدمة للاتحاد الأوروبي، وسيتوجب علينا بعدها العمل للحفاظ عليه لكي لا تنتهي عملية اندماج ناجحة دامت عقودا إلى تفكك" هذا التكتل. أما رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، أكد أن الاتحاد الأوروبي لن يكون معرضاً "لخطر الزوال" في حال فوز مؤيدي خروج بريطانيا. ويعتبر محللون أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يعد كارثة بكل المقاييس، لمكانة الاتحاد على المستوى الدولي، حيث سيضعف من قوة القرار الدبلوماسي الأوروبي، ويؤثر على وزن الاتحاد في الكثير من الملفات الساخنة في العالم وعلى رأسها القضية الفلسطينية، بحكم وجود الاتحاد ضمن اللجنة الرباعية الراعية لعملية السلام في الشرق الأوسط. وكان الاتحاد حاضراً بقوة كبيرة في الكثير من القضايا الدولية، بينها المفاوضات النووية التي أدت إلى اتفاق تاريخي مع إيران حول برنامجها النووي، كما ساهم بشكل كبير في ملف كوسوفو وصربيا.