انتقد الكاتب والإعلامي السعودي جمال بنون في مقالة نشرت له في صحيفة (الحياة) تصريحات الشيخ حسن القعود التي أدلى بها على قناة بداية في برنامج ( كلمتين ونصف)، على الهواء مباشرة، الأسبوع الماضي؛ بخصوص ما يتعرض له الطلاب المبتعثون من مخاطر نتيجة تواجدهم في مجتمعات غربية ينتشر فيها مختلف أنواع الخبائث من سكر واختلاط وغيره، مما يعود بالسلب على الطلاب، حيث أكد الشيخ القعود أثناء الحلقة أنه كان شاهد عيان على بعض السلبيات التي يقع فيها المبتعثين من خلال زيارة قام بها لبيريطانيا أكد له مديري الأندية السعودية في مناطق مختلفة بالمملكة المتحدة أن أكثر من 80% من طلاب البكلوريوس المبتعثين يشربون المسكر. وقال الكاتب بنون: أن الشيخ القعود نسف جهود 100 ألف مبتعث وتكلم بطريقة تحمل الإساءة إلى مشروع الابتعاث والغاية النبيلة منه، والفائدة المرجوة منه. ووجه البنون للشيخ القعود تساؤلات تحمل لهجة الهجوم الحاد قال فيها:( من الذي أذن لك أن تذهب وتلتقي المبتعثين؟ وما هي الصفة التي تحملها عند زيارتهم، والجهة التي كلفتك؟ ومن هم أعضاء النادي السعودي الذين التقيت بهم واستفسرت منهم عن أحوال المبتعثين؟). وقال البنون أن ما وصف به الشيخ القعود للمبتعثين لا يجوز أن يخرج من داعية إسلامية، بل إن مهمته أن يؤلف بين القلوب،لا أن يتحدث بحديث «يفقع المرارة» ويرفع «الضغط» على حد قول الكاتب، بل إن البنون استشهد بقول الله «ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام» في إشارة للشيخ القعود، الذي كان من واجبه كما يرى الكاتب خلال زيارته لبيريطانيا أن يكون الأب الحنون الذي يلتقي بأبنائه ويتعرف على أحوالهم وشكواهم وما ينقصهم من ملحقيات التعليم. وإلى جانب انتقاد الكاتب لكلام الشيخ القعود انتقد أيضا طريقته في عرض الحديث واصفا إيها بأنها تنفر الناس منه عن طريق مزاعمه واتهاماته. حيث قال:(وحتى لو كان كلامه صحيحاً ما كان ينبغي عليه أن يتحدث بهذه الطريقة إلا إذا كانت له مآرب أخرى أو أن الشيخ ليس له أبناء وبنات يدرسون في الخارج). وواصل البنون هجومه على الشيخ القعود حيث اعتبر أن ما قاله القعود يحمل إلى قلوب المبتعثين من الكره والحقد تجاه تطوير مستوى مخرجات التعليم، واحضرها إلى المملكة وذلك بعدما تحدث أمام الملأ على القنوات الفضائية من دون أدلة أو براهين، أساء فيها إلى أبناء وبنات هذا الوطن من دون شعور أو مراعاة لأولياء أمور هؤلاء على حد قول الكاتب. وانتقل الكاتب من أسلوب المهاجمة إلى أسلوب يحمل السخرية، حيث دعا وزارة التعليم العالي إلى سرعة تشكيل لجنة أو إدارة للكشف عن مستخدمي ومستعملي المنشطات وحبوب الهلوسة ورواد البارات من المبتعثين السعوديين في الخارج، ولا بأس أن تكون لهذه الإدارة مكاتب وفروع في ملحقيات السفارات السعودية والدول التي تم ابتعاث الطلاب والطالبات لتلقي تعليمهم. واقترح الكاتب أن يكون الشيخ حسن القعود على رأس هذه اللجنة ويكون التحليل دورياً وفصلياً على مدار العام، بما يسهل في اكتشاف المتلاعبين وروّاد البارات، وعليه تكون هذه اللجنة استطاعت أن تنافس لجنة المنشطات الموجودة في رعاية الشباب التي تجري فحوصات على اللاعبين مرة واحدة خلال العام وبطريقة مفاجئة. وختم البنون مقالته بقوله، طالما إن هناك أشخاصا مثل الشيخ القعود فلا عجب، أن ينتعش مشروع «رقابة المبتعثين» أكثر مع بروز شخصيات أخرى مشابهة للشيخ القعود، أو أن يتم ابتعاث مع كل 20 مبتعث موظف لضبط سلوكيات المبتعثين. يذكر أن (تواصل) قامت بالاتصال بالشيخ حسن القعود بعد إذاعة هذه الحلقة، وتأكدت من الشيخ القعود صحة ما قاله في البرنامج، كما أن الشيخ القعود لم يطلب لجنة لكشف المنشطات على المبتعثين، وإنما أثنى على كلام سماحة المفتي بضرورة حصر برامج الابتعاث الخارجي على طلبة الماجستير والدكتوراه، مشددا في الوقت نفسه – والكلام لسماحة المفتي – على ضرورة إعداد برامج لتهيئة الطلاب المبتعثين تمتد لعدة أشهر. وكان سماحة المفتي قد طالب بأهمية تحضير الطلاب المبتعثين لأشهر وليس فقط لأسابيع، مطالبا في الوقت نفسه بتخصيص جزء من السنة، لتحضير المبتعثين وتقوية الوعي لديهم وتثقيفهم وتعليمهم، إلى جانب قصر الابتعاث على دارسي الماجستير والدكتوراه.