– رويترز: كشفت دراسة نشرت نتائجها أمس، عما قد يكون حلا للغز طبي عمره عشرات السنين عن السبب في أن مضادات الأكسدة مثل فيتامين "ه"، والبيتا كاروتين تسرع من نمو أورام الرئة في المراحل الأولى لدى الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة، مثل المدخنين بدلا من أن تحميهم من السرطان كما تقول النظريات. وقال عالم الأحياء بير ليندال من جامعة جوتنبرج السويدية وأحد الباحثين المشاركين في الدراسة، متحدثا للصحفيين إن "مضادات الأكسدة تسمح للخلايا السرطانية بتفادي نظام الدفاع الذاتي للخلايا ضد الأورام". وأضاف أن ذلك يسمح بالانتشار دون سيطرة للأورام الموجودة بما في ذلك الأورام اليى يتعذر اكتشافها بسبب صغر حجمها. وقال الباحث مارتن بيرجو من جامعة جوتنبرج الذي شارك أيضا في الدراسة، إن النتائج تشير إلى "أن تناول مضادات أكسدة زائدة قد يكون ضارا وقد يسرع بنمو الأورام". وأضاف "إذا كان لدى مريض بسرطان الرئة فلن أنصحه بتناول مضادات الأكسدة". وأكد الباحثون أن النتائج لا تتعلق بأغذية مثل الفواكه والخضراوات الغنية بمضادات الأكسدة بصورة طبيعية. ولم تبحث الدراسة التي نشرت في دورية "ساينس ترانسلايشينال ميديسين" ما إن كانت مضادات الأكسدة يمكن أيضا أن تسبب الإصابة بسرطان الرئة وليس فقط مجرد التعجيل بنمو الأورام الموجودة، ولم تفحص أيضا كل الأطعمة التي تحتوى على نسبة عالية من مضادات الأكسدة بصورة طبيعية، لكن الدراسة تتفق مع عدد كبير ومتزايد من الأبحاث التي تتحدى الفوائد الصحية لتناول مكملات الفيتامينات باستثناء حالات سوء التغذية. وفى الخلايا المستنبتة في المعمل تعطل مضادات الأكسدة الشقوق الحرة وتقضى عليها، وهى مواد كيماوية تفاعلية تنتج أثناء عملية التمثيل الغذائي "الأيض"، ويمكن أن تضر بالحمض النووي "دى.إن.إيه" وغيره من مكونات الخلية، وبحلول الثمانينيات أدى ذلك إلى فكرة أن مضادات الأكسدة ربما يمكنها من خلال حماية الحمض النووي من الضرر أن تمنع السرطان وأمراضا أخرى مما فتح المجال لسوق كبيرة لإنتاج مضادات الأكسدة. وفى الدراسة الجديدة أعطى علماء جامعة جوتنبرج فيتامين "ه" وعقار "ن-اسيتايلسيستين" غير المسجل تجاريا وهما من مضادات الأكسدة لفئران لديها سرطان الرئة في مراحل مبكرة.