أوضح الخبير الفلكي الدكتور خالد بن صالح الزعاق، أنه خلال الخمسين يوماً القادمة سنعيش الأيام الأجمل في السنة على الإطلاق على مناطق الخليج، وهي فترة موسم الوسم والذي سيحل يوم غد الاثنين 29 / 12 وهو موسم علائل الريح ذات النسمات المدهونة بالبرودة. وأشار إلى أن الثلاثة عشر يوماً الأولى تسمى موسم الصفار وهي لفظة تكبير لموسم الصفري فالشخص الذي نجا بجلده من موسم أمراض الصفري فإن أمراض موسم الصفار له بالمرصاد وستكون أشد فتكا به لعدم أخذه جرعة مناعة من الصفري، وسمي بالصفار لشدة اصفرار الجسم من الأمراض، وأهم مسبباته النوم بالعراء دون لحاف. ويطلق الوسم في اللغة على أثر الكي، والوسمة تطلق على ما وسم به الحيوان من ضروب النقوش، والصور، وعند أهل الأنواء يطلق على الفترة الزمنية التي تلي موسم سهيل، وهو موسم بداية نزول الأمطار الطبيعية. وأفاد أن الأمطار السابقة على دخوله تسمى قلايد الوسم والأمطار التي تهطل في أوله تسمى الثروي نسبة إلى الثريا والأمطار التي تهطل في آخره تسمى الولي. وتابع أن أول سحب الوسم يسمى ب(عهاداً) واحدها عهدة والسحاب المبكر الذي يظهر مع دخول الوسم يقال له (المرابيع) واحدها مرباع كمرابيع الإبل وهي التي تنتج في أول الزمان ويقال للمكان السريع النبات (مرباع). وأردف أن جميع فترات أمطار الوسم مفيدة جداً للأرض والبحر فيقول السلف عن مطره (حص في البحر وفقع بالبر) أي أن مطر الوسم إذا سقط على البحر يخلق اللؤلؤ وإذا سقط على البحر ينبت الفقع، فالبذور المدفونة في باطن الأرض والمحار المختفي في أصدافه تكون متحفزة لمطر الوسم وهو الموسم اللائق لضخ ماء الحياة في أجسادها. وكشف الزعاق أن مدة الوسم النوئية اثنان وخمسون يوماً والفعلية اثنان وسبعون يوماً، فعشرون يوماً من المربعانية تعتبر من الوسم، وأكد أن للوسم علامات تدل على دخوله أهمها تخلق السحب وظهورها من جهة المغرب واخضرار الأشجار وانكسار حدة الحرارة وتفشي النمل وهيجانه على وجه الأرض. وبيّن أن الطقس السائد في الأيام الأولى من الوسم رطب وتكون الرياح متقلبة الاتجاه خفيفة السرعة وقد تهب بين حين وآخر ولفترات وجيزة ريح شمالية غربية لا تدوم طويلاً مع برودة ملحوظة في آخر الليل. وقال إن مطر الوسم شحيح لكنه نافع جداً، ومن باب العادة أن الأمطار إذا بكرت تكون توابعها على فترات متباعدة، وإذا تأخرت تتابعت وتلوح في الأفق علامات مبشرة، علاوة على أن نماذج الأرقام العددية إيجابية حتى هذه اللحظة، وهذا من باب الاستئناس لا من باب التأكيد وما شهدته بعض المناطق من أمطار خلال هذه الأيام داخلة في حيز الوسم. وأوضح أنه خلال هذه الفترة سنتأثر بمنخفضات جوية تصدرها هضبة البحيرات في شرق إفريقيا ومن عادة هذه المنخفضات أنها تسبب هطول أمطار بين حين وآخر ويتمثل ذلك بهبوب رياح جنوبية إلى جنوبية شرقية تتكاثر معها السحب وتنزل معها الأمطار، ومطر الوسم ولو كان قليلاً إلا أنه مفيد للأرض لأنه ينبت الكمأة «الفقع» والنفل والروض وجميع الأعشاب البرية المفيدة للرعي. وتابع أن أول الوسم موسم متكفهر تقريباً، لكنه أخف حدة من آخر الربيع، فالشتاء يدخل بنعومة والصيف يدخل بخشونة، ولهذا يحصل فيه تذبذب في المنظومة المناخية الأمر الذي يجعل الأمراض الخريفية تنتشر بشكل متفشي، ولا زالت الشمس تتدحرج ناحية الجهة الجنوبية من خط الاستواء استعداداً لموسم الشتاء القادم وعلى إثر ذلك تنخفض درجة الحرارة بالتدريج مع مرور الأيام وخاصة أثناء الليل، وأشعتها لم تنكسر حتى الآن فلا زالت ذات لسع حاد في الظهيرة، ولا يزال الجو حاراً نهاراً بارداً نسبياً في آخر الليل في هذه الفترة الزمنية ويعتدل الجو بعد عشرين يوماً تقريباً أثناء النهار وتزداد برودته أثناء الليل وتكثر فيه العواصف والرياح المحملة بالغبار والأتربة، وقد تكون ماطرة. وبيَّن الزعاق أن صغار وكبار السن سيبدؤون بارتداء الشتوي في أوائل شهر صفر أما الشباب فلا يرتدون الملابس الشتوية إلا في أواخر شهر صفر، وأضاف أن أول نجوم الوسم يقال له العواء ومطره محمود حيث ينبت الشيح والنفل والأعشاب البرية بالإضافة إلى الكمأة (الفقع)، وتقول العرب في هذا النجم: إذا طلعت العواء طاب الهواء، وضرب الخباء، وكره العراء، وشنن السقاء).