كشف أستاذ اجتماعيات العلوم والمعرفة في جامعة الملك سعود، أسباب "هروب" الدكتور علي زكي مكتشف فيروس كورونا من المملكة، وعودته إلى مصر بعد خدمة في وزارة الصحة نحو 20 عاماً. وتعجب الكاتب عبدالسلام الوايل في مقال نشره في صحيفة الشرق اليوم، من ردة فعل وزارة الصحة بمضايقتها المكتشف بدلاً من الاحتفال بعالم طب يضمه مستشفى سعودي، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن "زكي" سبق أن تعرض لتحقيق ومضايقة سابقة من الوزارة أيضاً على اكتشافه فيروس حمى الضنك في المملكة. وأوضح "الوايل" في افتتاحية مقاله أن الدكتور على زكي الذي استقطبته مستشفى الدكتور فقيه في جدة المتخصص في الأحياء الدقيقة سنة 1993 ليعمل في حقل الفيروسات، والذي كان أول من أسس في المستشفى معملاً للفحوصات الفيروسية في ذلك الوقت، لاحظ أن بعض المرضى الذين يقصدون المستشفى يكونون في حالة صحية سيئة على الرغم من أن نتائج فحوصاتهم للأمراض المتوطنة في المملكة تكون سلبية، لكنه بعدها بفترة اكتشف بمساعدة باحث فرنسي، أن هؤلاء المرضى مصابون بفيروس جديد من عائلة فيروسات حمى الضنك. وتابع الكاتب في مقاله: "لماذا هرب مكتشف كورونا؟" أنه بعد إعلان كشفه هذا أخطر من قبل المستشفى بإغلاق المختبر بحجة ضغط النفقات، مضيفاً أن هذا ليس كل شيء بل منع من السفر قبل موعد رحيله بيوم فضلاً عن إحالته للتحقيق، ما جعله يقضي ستة أشهر في جدة بلا عمل ولا يملك القدرة على العودة لمصر، قبل أن تصله رسالة بأن المستشفى قرر استيعابه مرة أخرى، لإتاحة العمل له بالمختبر من جديد ليتفحص الفيروسات ويعمل عليها. وأردف "الوايل" أنه بعد مرور عدة سنوات له في مختبر مستشفى فقيه، أدخل مريض ستيني من بيشة في صيف 2012 للمستشفى يعاني التهابا حادا في الجهاز التنفسي، وبعد إجراء (زكي) تحليل للمريض لعاب لفحص فيروسات أنفلونزا الخنازير والطيور وغيرهما من فيروسات الأنفلونزا بينت النتائج أن المريض سليم من كل هذه الفيروسات، لكنه بحكم خبرته شك أن المريض مصاب بنوع غير معروف من الفيروسات. واكتشف الدكتور زكي بعدها، حسب تصريحاته التي نقلها الكاتب، أن المريض مصاب بنوع فيروس جديدي من عائلة كورونا وتأكد من العينة في مختبر هولندي، وهو ما أعلنه الطبيب عبر وسيلة تواصل بين الأطباء عن الأمراض المعدية تسمى بروميد ProMED، ليفاجأ بعدها في اليوم التالي زيارة فريق من وزارة الصحة له وفتحوا معه تحقيقاً وسألوه لماذا يزرع الفيروسات؟ وهو ما فسره الطبيب، كيف تمكن مستشفى خاص من تحقيق ما لم تستطع معامل الوزارة تحقيقه؟ لذلك غادر أو هرب على حد قول الكاتب في اليوم التالي خوفاً من تكرار تجربة 2007. ويختم الكاتب مقاله متذمراً: "ليست وزارة الصحة نبتاً غريباً، بل هي تعبر عن نمط محبط للإدارة السعودية نمط يمكن تسميته: لحد يدري".