جرت مراسم التوقيع على اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس في القاهرة الأربعاء 4/ 5/ 2011م، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل بعد خلافات حول الترتيبات البروتوكولية التي أدت إلى تأخر الاحتفال قرابة ساعة وربع عن موعدها الأصلي. وجمع الاحتفال لأول مرة منذ أربع سنوات الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، ويعود آخر لقاء بين عباس ومشعل إلى نيسان/ أبريل 2007 في القاهرة. وحضر الاحتفال ممثلون عن 11 فصيلاً فلسطينياً في العاصمة المصرية بعد أن قامت حركتا فتح وحماس بتوقيعه الأسبوع الماضي على نحو مفاجئ بعد قرابة عامين من المفاوضات. وشارك ثلاثة من النواب العرب في الكنيست الإسرائيلي وهم أحمد الطيبي ومحمد بركة وطلب الصانع، بحسب ما صرح الطيبي لفرانس برس. كما حضر الاتفاق الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ووزير الخارجية المصري نبيل العربي ورئيس جهاز المخابرات المصري مراد موافي وعدد من الوزراء العرب. وأعلن الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون أنه أرسل المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري ليمثله في احتفال القاهرة. وألقى رئيس جهاز المخابرات الوزير مراد موافي في بداية الاحتفال كلمة رحب فيها بجميع الوفود. وأكد موافي أن مصر بذلت جهودا حثيثة من أجل إنجاز اتفاق المصالحة وتستمر في مواصلة جهودها من أجل تنفيذ هذا الاتفاق على الأرض وتنفيذ الوحدة الفلسطينية التي تعتبر هى العامل الرئيسي في استعادة الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وحقه في إقامة دولته الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس. من جانبه أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن اتفاق المصالحة الفلسطيني يطوي وإلى الأبد صفحة الانقسام الداخلي السوداء، وقال: إن على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاختيار ما بين الاستيطان والسلام. وشدد عباس على رفض التدخل في الشؤون الفلسطينية، مؤكدا على أن حماس جزء من الشعب الفلسطيني، وليس من حق أحد أن يقول للفلسطينيين ما الذي عليهم فعله. واتهم عباس إسرائيل بأنها تتذرع بالانقسام الفلسطيني للتهرب من عملية السلام. من جانبه أكد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس أن الحركة مستعدة لدفع كل ثمن من أجل المصالحة, وأن معركتها الوحيدة مع إسرائيل. وأضاف مشعل أن الفلسطينيين يريدون دولة مستقلة ذات سيادة على الضفة وغزة، وقال: إننا بحاجة لإستراتيجية جديدة لانتزاع حقوقنا ولا نعلن حربا على أحد. وفي أول رد فعل إسرائيلي على الاتفاق، اعتبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن التوقيع على اتفاق المصالحة ضربة هائلة لعملية السلام, وانتصار كبير للإرهاب، حسب وصفه. وقال عباس خلال لقاء في صحيفة "الأهرام" المصرية مساء الثلاثاء إن "إسرائيل لا تريد المصالحة والتصعيد الإسرائيلي على أشده ضد هذه المصالحة وكأن إسرائيل مستفيدة من الانقسام". أعلام الفصائل الفلسطينية وأضاف أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي قال علينا الاختيار بين حماس والسلام، ونحن نقول عليه الاختيار بين الاستيطان والسلام، ونختار حماس باعتبارهم إخواننا ونختار إسرائيل باعتبارهم شركاء بالسلام". ودعا نتنياهو الثلاثاء الرئيس الفلسطيني إلى التخلي عن اتفاق المصالحة مع حماس و"اختيار السلام" مع إسرائيل. ويقضي الاتفاق الفلسطيني بتشكيل حكومة تكنوقراط تتولى إدارة الشؤون الداخلية الفلسطينية وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وانتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني بعد عام من إعلانه. وتبقى الملفات السياسية وخصوصاً عملية السلام من اختصاص منظمة التحرير، غير أن الاتفاق ينص على تشكيل قيادة موحدة من رئيس وأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، إضافة إلى الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية من أجل التشاور حول القضايا السياسية. وعقب توقيع الاتفاق خرج آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية اليوم وخاصة في ميادين وساحات مدينتي غزةورام الله في مسيرات عفوية جابت الشوارع ابتهاجا بمراسم توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية الفلسطينية في القاهرة برعاية مصر . وردد الفلسطينيون هتافات وشعارات في العديد من الشوارع الرئيسية بمدينة غزة وخاصة شارع عمر المختار أكبر وأوسع شوارع المدينة للتعبير عن فرحتهم بإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية. ومن بين هذه الهتافات " مصر وفلسطين شعب واحد ومصير وتاريخ واحد. شكرا شكرا لشعب مصر العظيم ". كما ردد آلاف الفلسطينيين الذين تجمعوا في ميدان المنارة ودوار الساعة والشوارع الرئيسية المتفرعة منهما وسط مدينة رام الله هتافات معبرة عن فرحتهم بتحقيق المصالحة وطي صفحة الانقسام وعبارات معبرة عن شكر الشعب الفلسطيني لجهود مصر الثورة وشعب مصر العظيم التي تكللت بإنجاز عظيم وهو انتهاء الانقسام الذي دام حوالي 4 سنوات وتحقيق المصالحة الفلسطينية. ورفع آلاف الفلسطينيين في رام الله ومدينة غزة علم فلسطين وعلم مصر ورايات كافة الفصائل الفلسطينية وفى مقدمتها رايات حركات حماس وفتح والجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين.