أقامت مؤسسة تناويع الإعلامية ملتقاها الثالث تحت عنوان: "الإعلام صعوبة الانطلاقة وتحدي المنافسة" بحضور نخبة من الأكادميين والإعلاميين والمتخصصين تقدمهم الأستاذ.إبراهيم الصقعوب نائب رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون، والباحث الشرعي الدكتور سامي الحمود، وذلك مساء البارحة الخميس بالرياض. وقد انطلقت فعاليات الملتقى عقب صلاة عشاء اليوم الجمعة حيث افتتح الأستاذ محمد بدوي الفقرات بتقديم ورقة عن تسويق الجهات والمؤسسات عبر الإعلام الجديد، مبيناً أن تداول مسمى "الإعلام الجديد" يعد أمراً خاطئاً حيث لا يوجد هنالك إعلام قديم وجديد وإنما الجديد هو في تغير وتطور الأداة وقوة تأثيرها التي استطاعت أن تصل إلى شرائح متعددة وكثيرة بكبسة زر. وبعد ذلك قدم الأستاذ خالد الخلف مدير قنوات الأطفال بشبكة المجد الورقة الثانية "تطور البديل الصوتي" متحدثاً عن صعوبة اللحظات التي سبقت إطلاق قناة المجد كونه اعتاد متابعو الإعلام على وجود البديل الموسيقي في كافة وسائل الإعلام المرئية إلا أن قناة المجد قبل انطلاقتها أرادت أن تتخذ منهجاً شرعياً خاصاً مما حدا بهم للاستعانة بالصوت البشري الخالي من تدخلات موسيقية ووضعه في شارات البرامج وكذلك الفواصل واستعمال المؤثرات الإضافية مما جعل المشاهد بعد ذلك لا يشعر بأي نقص أو فارق في المادة المقدمة. عقب ذلك قدم الأستاذ عبدالعزيز السويلم ورقته الخاصة ب"القنوات الجغرافية (سعودياً)" والتي طالب من خلالها بوجود قنوات تختص وتهتم بالجانب المحلي بعيداً عن تناول القضايا الدولية والسياسية، وذلك من أجل إشباع رغبات المواطنين في كافة أنحاء المملكة مستشهداً بتجارب لدول شقيقة, ثم قدم مدير قناة المجد للأطفال الأستاذ مروان خالد ورقته التي حملت عنوان "أطفالنا والبرمجة الإعلامية" تحدث من خلالها عن الخطر الكبير الذي يواجهه الأطفال من خلال ما تبثه القنوات الموجهة إليهم وما تحويه من أفكار عدوانية وغرامية وشذوذية، موضحاً أن لدينا القرآن وما يحتويه من تعاليم وشرائع بإمكاننا إيصالها للأطفال بطرق إعلامية مؤثرة تصنع منهم جيلا ذا همة وثقافة. بعد ذلك استعرض الإعلامي عبدالله الشهري كبير المذيعين بالقناة السعودية الأولى ورقة تحت عنوان "المذيع وضرورة اللغة والثقافة" والتي انتقد من خلالها بعضاً من الجيل الحالي من الإعلاميين الذين يفتقدون أبجديات اللغة والأخطاء الفادحة التي يقعون بها منتقداً في الوقت ذاته حال القنوات السعودية التي أصبح من السهولة ظهور المذيع بها دون قدرته على التحدث بالعربية الفصحى، مستشهداً بالقنوات الأجنبية التي تشدد على ذلك كالجزيرة والبي بي سي التي لا تجعلك تعرف جنسية المذيع نظير تمكنه اللغوي بينما تتساهل قناة العربية في ذلك, وتطرق بعد ذلك الإعلامي عبدالرحمن الشائع الذي حملت ورقته عنوان "أدوات المنافسة الإذاعية" عن إطلاق برنامج "بك أصبحنا" الذي يقدم عبر إذاعة القرآن الكريم والصعوبات التي وجهوها في بداية انطلاقه قبل سنوات في ظل أنه كان البرنامج الأول من نوعه الذي يقدم في الإذاعة. عقب ذلك تحدث منظم الملتقى الأستاذ يوسف الهاجري عن الصعوبات التي واجهت مؤسسة تناويع وبدأيتها برأس مال سبعة آلاف ريال "سلفة من أحد أعضائها " إلا أن همة شبابها وفعاليتهم استطاعوا بفضل الله عز وجل أن يصلوا في الوقت الحاضر إلى رأس مال يقدر بنصف مليون ريال، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة استغلال طاقات الشباب مستشهداً بما تقدمه فرق تناويع. وبعده طرح الإعلامي عادل الزهراني مقدم البرامج بالسعودية الرياضية ورقته التي تمحورت حول الإعلام الرياضي إلا أنه لم يبدأ ذلك حتى عقب على ما قاله الأستاذ عبدالله الشهري ليؤكد أن القرآن الكريم أهم جامعة للتدريب الإعلامي خصوصاً من ناحية إتقان اللغة ثم بدأ الزهراني تقديم ورقته التي بين من خلالها الحال المحتقن الذي وصل إليه بعض الإعلاميين خصوصاً أن بعضهم قدموا من مدرجات الأندية بينما آخرون كانوا يحملون حقائب رؤساء الأندية وهم الآن يتصدرون القنوات الفضائية ويعدون نقاداً ومحللين، وتطرق الزهراني لبعض الإداريين في الوسط الإعلامي الرياضي الذي يتعاملون بالميول لا بالعمل المقدم مطالباً في الوقت ذاته بالتدخل لإنقاذ الوسط الرياضي لكيلا ينتقل ما شاهدناه في الملاعب المصرية إلى المملكة. وتحدث الأستاذ ظافر الشهري عن "أهمية المعايير المهنية للعمل الإعلامي" وأبدى الشهري امتعاضه الشديد من افتقاد الكثير من الوسائل الإعلامية للمعايير المهنية وغياب الضوابط فكثرة الفواصل والدعايات التي تتجاوز في مجملها المادة الإعلامية المقدمة, وقدم بعد ذلك القادم من الكويت المصور المحترف ماجد الزعابي ورقة بعنوان "تأثير الصورة الاحترافية" ليتحدث عن رحلاته الخيرية وتصويره المجاعات والمعاناة في الدول الفقيرة في أفريقيا وكذلك في المخيمات السورية والتي كانت سبباً في تبرعات جهات خيرية ورجال أعمال. واختتم اللقاء الأستاذ محمد بن صنهات المطيري بتقديم مقارنة إعلامية للأعمال الخيرية محليا وخارجيا مبينا الضعف الشديد في الأعمال الخيرية وتسويقها إعلاميا على وجه الخصوص بينما تستغل في الخارج استغلالا وتستطيع جلب أكبر قدر من التبرعات والخدمات. وفي نهاية الحفل كرم المتحدثون وكذلك الرعاة وبعض المنظمين.