حمّل مذيع القنوات الرياضية السعودية عادل الزهراني بعض الإعلاميين والمحللين والنقاد الرياضيين الحال المحتقن التي وصلت إليها الرياضة واصفاً إياهم بالقادمين من مدرجات الأندية. وقال: "بعض النقاد كانوا يحملون حقائب رؤساء الأندية وهم الآن يتصدرون القنوات الفضائية ويعدون نقاداً ومحللين".
وتطرق "الزهراني" لبعض الإداريين في الوسط الرياضي الذي يتعاملون بالميول لا بالعمل المقدم، مطالباً في الوقت ذاته بالتدخل لإنقاذ الوسط الرياضي "لكيلا ينتقل ماشاهدناه في الملاعب المصرية إلى المملكة".
وعدّ "الزهراني" "القرآن الكريم الجامعة الأهم للتدريب الإعلامي خصوصاً من ناحية إتقان اللغة".
جاء ذلك ضمن ورقة العمل التي قدمها حول الإعلام الرياضي ضمن "ملتقى تناويع الإعلامي" في مدينة الرياض ونظّمته مجموعة "تناويع"، بحضور نخبة من الأكاديميين والإعلاميين والمتخصصين تقدمهم إبراهيم الصقعوب نائب رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون لشؤون الإذاعة، والدكتور سامي الحمود وسفير خادم الحرمين الشريفين بدولة أوغندا الدكتور جمال رفة وأستاذ اللغة العربية بجامعة الملك سعود الدكتور ماجد الماجد بفندق المداريم كراون بالرياض.
وشارك خلال الملتقى متخصصون وباحثون وقدموا أوراق عمل إعلامية وتقنية.
وافتتح الخبير في الإعلام الجديد محمد بدوي الفقرات بتقديم ورقة عن "تسويق الجهات والمؤسسات عبر الإعلام الجديد". وقال إن تداول مسمى "الإعلام الجديد" يعد أمراً خاطئاً حيث لا يوجد هناك إعلام قديم وجديد وإنما الجديد هو في تغير وتطور الأداة وقوة تأثيرها التي استطاعت أن تصل إلى شرائح متعددة بكبسة زر.
وقدم خالد الخلف مدير قطاع الأطفال بشبكة المجد الورقة الثانية "تطور البديل الصوتي"، متحدثاً عن صعوبة اللحظات التي سبقت إطلاق قناة "المجد" كون متابعي الإعلام اعتادوا على وجود البديل الموسيقي في كل وسائل الإعلام المرئية إلا أن قناة "المجد" قبل انطلاقتها أرادت أن تتخذ منهجاً شرعياً خاصاً مما حدا بهم للاستعانة بالصوت البشري الخالي من تدخلات موسيقية ووضعه في شارات البرامج وكذلك الفواصل واستعمال المؤثرات الإضافية مما جعل المشاهد بعد ذلك لا يشعر بأي نقصٍ أو فارق في المادة المقدمة.
وقدم المستشار الإعلامي عبدالعزيز السويلم ورقته الخاصة ب"القنوات السعودية جغرافياً" وطالب من خلالها بوجود قنوات تختص وتهتم بالجانب المحلي بعيداً عن تناول القضايا الدولية والسياسية، لإشباع رغبات المواطنين في أنحاء المملكة، مستشهداً بتجارب لدول شقيقة.
وقدم مدير قناتي "مجد" و"بسمة" مروان خالد ورقته التي حملت عنوان "أطفالنا والبرمجة الإعلامية" تحدث من خلالها عن الخطر الكبير الذي يواجهه الأطفال من خلال ما تبثه القنوات الموجهة إليهم وما تحويه من أفكار.
وقال: "لدينا القرآن الكريم وما يحتويه من تعاليم وشرائع بإمكاننا إيصالها للأطفال بطرق إعلامية مؤثرة تصنع منهم جيلاً ذا همة وثقافة".
واستعرض كبير مذيعي التلفزيون السعودي المذيع عبدالله الشهري ورقة تحت عنوان "المذيع وضرورة اللغة والثقافة" وانتقد من خلالها بعضاً من الإعلاميين الذين يفتقدون أبجديات اللغة والأخطاء الفادحة التي يقعون بها.
وانتقد في الوقت ذاته حال القنوات السعودية التي أصبح من السهولة ظهور المذيع بها دون قدرته على التحدث بالعربية الفصحى، مستشهداً بالقنوات الأجنبية التي تشدد على ذلك ومن خلالها لا تجعلك تعرف جنسية المذيع نظير تمكّنه اللغوي.
وتطرق مذيع إذاعة القرآن الكريم المذيع عبدالرحمن الشايع الذي حملت ورقته عنوان "أدوات المنافسة الإذاعية" عن إطلاق برنامج "بك أصبحنا" الذي يقدم عبر إذاعة القرآن الكريم والصعوبات التي واجهوها في بداية انطلاقه قبل سنوات في ظل كونه البرنامج الأول من نوعه الذي يقدم في الإذاعة.
وتحدث المشرف العام لمجموعة تناويع الإعلامي يوسف الهاجري عن الصعوبات التي واجهت المجموعة وبدايتها ب"رأس مال سبعة آلاف ريال سلفة من أحد أعضائها، إلا أن همة شبابها وفعاليتهم استطاعوا بفضل الله عز وجل أن يصلوا في الوقت الحاضر إلى رأس مال يقدر بنصف مليون ريال".
وشدد "الهاجري" على ضرورة استغلال طاقات الشباب بما تقدمه فرق "تناويع".
وتحدث الباحث والمستشار الإعلامي ظافر الشهري عن "أهمية المعايير المهنية للعمل الإعلامي"، وأبدى امتعاضه الشديد من افتقاد الكثير من الوسائل الإعلامية للمعايير المهنية وغياب الضوابط في كثرة الفواصل والدعايات التي تتجاوز في مجملها المادة الإعلامية المقدمة.
وقدّم المصور المحترف ماجد بن سلطان الزعابي ورقة بعنوان "تأثير الصورة الاحترافية" ليتحدث عن رحلاته الخيرية وتصويره المجاعات والمعاناة في الدول الفقيرة في إفريقيا وكذلك في المخيمات السورية التي كان سبباً في تبرعات جهات خيرية ورجال أعمال.
واختتم اللقاء محمد المطيري المدير التنفيذي لمؤسسة "أولاد الرياض" التطوعية بورقته التي كانت بعنوان "الأعمال الخيرية: مقارنة إعلامية" وبيّن من خلالها الضعف الشديد في الأعمال الخيرية وتسويقها إعلامياً على وجه الخصوص محلياً، بينما تستغل في الخارج استغلالاً إعلامياً ناجحاً وتستطيع جلب أكبر قدرٍ من التبرعات والخدمات.