نبه إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح بن محمد البدير جموع المسلمين في خطبة الجمعة بالمسجد النبوي، إلى أن "الفوز لمن اتبع كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم واتقى, موردًا قول الحق تبارك وتعالى ((وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون))، وقول رسول الأمة صلى الله عليه وسلم "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم والأمور المحدثات فإن كل بدعة ضلالة ". وقال الشيخ البدير: أيها المسلمون اذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم في تفرق وشتات وضغائن وعداوات, فهداكم بعد ميلة وأغناكم بعد عيلة وجمعكم في دولة هي المملكة العربية السعودية، وطن وحده الآباء والأسلاف بعد التفرق والتمزق والاختلاف، وحياة الخوف والجوع والجفاف والسنين المضنية العجاف، لن يسمح ولاته وبناته وأبناؤه وجنوده وحماته لخائن ومارق خبيث أن يجعله ساحة للثارات العمياء والصراعات الهوجاء ومسرحا لعبث الغوغاء والسفهاء، مشددًا على أنه لا يسمح لمارق مفارق اعتقد باطلاً ونكرا وتبنى مذهباً فاسداً وفكرًا خطط شرًا ومكرًا أن يهدم البناء المعمور أو ينجس الماء الطهور أو ينشر الفوضى والشرور. وتابع، إن المملكة العربية السعودية وطن الإسلام, بدمائنا وأرواحنا نحميه، وبأرواحنا نفديه, وبنحورنا نواجه من يعاديه, ومهما قيل وقيل من الأكاذيب والأباطيل فهذه عقيدتنا عن سلفنا تلقيناها ولأولادنا أديناها, كلمة باقية في الأجيال والأعقاب, على مر السنين والأحقاب, ولا نقبل في ذلك عدلا ولا ملاما, ولا جدالا وكلاما, ونبرأ من الفكر الشاذ الناد الذي يقوم على تجنيد الصغار وتحريض الأغرار والزج بهم في حروب الفتنة وساحات القتال ودروب التفجير والانتحار، موضحًا أنه قد ظهر خبث هذه الشرذمة النابتة التي خالفت السنن الثابتة، فكم فجعوا من قبيلة وأسرة وجعلوها تعيش أسى وحسرة, داعيا إلى الاعتبار مما يحدث بقوله : "كم من نفس ندية وروح زكية وقعت بحسن نية أسيرة لتنظيمات سرية وجماعات إرهابية وعاشت معها في بلية ثم صارت لها ضحية". وأردف:"يامن سلكت منهج الزلق وتبعت الأحزاب والفرق وهي أخرب من جوف حمار خلق, اعتزل تلك الفرق التي صمت عن الحق أسماعها وأضاعت أتباعها وأهلكت أشياعها وقررت الانفصال وباشرت الاعتزال وسكنت رؤوس الجبال وواصلت الخروج والقتال سنين طوال, فماذا أثمرت وماذا حققت ، حيث لم تحقق إلا دولة السراب ولم تقدم إلا خلافة المفتري الكذاب ولم تثمر إلا الفوضى والعبث والخراب ولم تصنع إلا ثقافة القتل والتكفير والإرهاب , مشيرا إلى أن أرض الإسلام ساحتهم التي فيها يعبثون ويخربون ويفجرون ويقتلون ويذبحون ويحرقون , وهم على الإسلام يفترون ومن الحق ينفرون ومن العلماء يفرون ولمن خالفهم يكفرون". وتابع إمام وخطيب المسجد النبوي: "شاهت الوجوه ورغمت تلك المعاطس التي تتلاعب بنصوص الكتاب والسنة وتوظفها لخدمة ماتروم من الفتنة حتى جلبوا على الأمة من المخازي والمفاسد مايفرح العدو الحاسد ودفعوا من المرابح والمصالح مايرومه كل عاقل وصالح ووجد العدو فيهم بغيته وجعلهم حربته التي يصوبها في نحر من شاء , حاثا المسلمين على تجنب فريقهم وطريقهم والبعد عن رفقتهم وعدم طلب الفتوى من فقهائهم , لأنهم ضلوا وزاغوا وانحرفوا ". وأكد الشيخ البدير أن التفجيرات الأخيرة, محاولة يائسة بائسة خاسئة لجر بلادنا إلى فتنة طائفية وحرب أهلية وفوضى أمنية, مضيفاً : ولكن هيهات هيهات فشعب المملكة العربية السعودية على وعي بأهداف هذه المؤامرة الدنيئة التي ستتحطم خططها وأهدافها أمام تلاحم الشعب وصدق ولاة الأمر ونصح العلماء وقوة الأمن وصحوة الجند . وحذر فضيلته الشباب من الانجرار والانخداع وأن يتم سلبه من أهله ووطنه أو أن يصغى لأصحاب الفتنة، مخاطبا الشباب بالقول : " ياشباب الإسلام انظروا إلى أنفسكم فلا تهلكوها، ودماء المسلمين فلا تسفكوها والفتنة فلا تبعثوها والبيعة فلا تنكثوها والجماعة فلا تفرقوها وبلادكم فلا تحاربوها ". وأبان أن من رام الخروج عن سلطان الدولة وظلها ونظامها ودائرتها إلى الافتيات عليها والعمل لحساب قوى خارجية , فقد رام سخفا ووهما وأصاب حدا وجرما وسيلاقي قضاء شرعيا يردعه وحكما قويا يمنعه وتعزيرا بليغا يقمعه، موصيا الآباء والأولياء بأخذ العبرة والعظة وأن يكونوا رعاة حفظة مع الحذر واليقظة من المتسلل الخطاف، الذي يحوم حول البيوت والخداع المكار الذي يصنع الأوكار ويسمم الأفكار ويغرر بالصغار ويخطف الأغرار.