متناولاً قضية الإقصاء والتناقضات الفكرية لدى بعض الكتاب والمفكرين، علق الكاتب محمد الأحيدب، في زاويته (بصوت القلم)، تحت عنوان "مشكلة بعض الزملاء"، على اتجاهات البعض إلى نصب محاكمات فكرية دون تثبت من المعلومة أو الفكرة التي يقدمها الشخص، وربما اعتماداً على مظهر صاحب الفكرة، حيث كتب: "… ومنهم من يحكم على الفكرة من مظهر طارحها، فإن كان ظاهره التدين جهز الطرف الآخر أسلحته لرفضها والقضاء عليها في مهدها وقبل أن يكمل كلامه، أما إذا اجتمع معرفة التوجه ومشاهدة المظهر فقد لا يحدث الاستماع أصلاً". وتناول الأحيدب في مقاله شيوع هذا النوع من الإقصاء وانتشاره بصفة خاصة لدى من يدعون الرأي والرأي الآخر أو "من يطلقون على أنفسهم دون مسوغ واقعي (ليبراليون) وهذه من المفارقات العجيبة في مجتمعنا تحديداً، حيث ينهى البعض عن طبع ويأتي بمثله". وضرب الأحيدب مثالاً شخصياً لحالة التجاذب والتناقض التي تنتاب بعض الكتاب اللبيراليين وتدفعهم إلى إقصاء الآخر لمجرد إبدائه رأيا مخالفا، فكتب: "أعطيكم مثالاً حياً ومثبتاً وموجوداً حتى على (اليوتيوب)، في برنامج تلفزيوني حاولت أن أعبر عن إعجابي بخطوة إدارة الجوازات إنشاء ومباشرة عمل إدارة إشراف نسوي تختص بالاهتمام بموظفات المديرية العامة للجوازات في المملكة وإنجاز أعمالهن الإدارية والمالية؛ ليتمكن من إنجاز مهامهن الوظيفية بكل يسر ولتحقيق استقلالية تامة للموظفات ودون الحاجة لمراجعة الأقسام الإدارية الرجالية"، إلى أن يقول: "وشرعت في قول حقيقة أعرفها جيدا، وهي أن الموظفات في أماكن عمل مختلطة يواجهن حرجا، وأحيانا ابتزازا من ضعاف النفوس من الرجال عند مطالبة إحداهن بحقوقها الوظيفية كالترقيات وخلافها" ثم يضيف: " فجأة، وجدت أن بعض الزملاء تحسس كثيرا من هذه المطالبة قبل أن أكمل، واعتبرني أريد أن أضع المرأة في كوكب والرجل في كوكب آخر، مع أننا نتحدث عن معالجة لمشاكل قائمة وتحقيق حق للمرأة يفترض أن يؤيده الليبرالي قبل غيره، خصوصا أنهم يتحدثون عن سيطرة الذكور على الإناث والمجتمع الذكوري وخلافه، ثم إنها إجابتي وتعبير عن رأيي في أمر سئلت عنه، ولا يستوجب إقصائي في كوكب آخر رغم أن مظهري مثلهم وقريب من كوكبهم، فكيف لو اختلف"؟!. محمد الأحيدب ختم مقاله بدعوة حقيقة إلى "محاكمة منطقية وصحة ما يقال وما يكتب بعيدا عن توجه ومظهر من يقوله".