شن مئات من رجال شرطة مكافحة الشغب في البحرين هجوماً صباح الأربعاء 16-3-2011 على المتظاهرين الذين يعتصمون في ساحة بالمنامة للمطالبة بإصلاحات، نقلاً عن تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية. وألقى رجال الشرطة القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين في دوار اللؤلؤة، ومعظمهم من الشيعة. ومن جانبهم، تقدم المتظاهرون بصفوف متراصة نحو قوات الشرطة. ويعتصم محتجون في دوار اللؤلؤة منذ ثلاثة أسابيع، وحاولوا قبل أيام توسيع نطاق الاعتصامات إلى أماكن مجاورة. وبدأت القوات الأمنية التحرك باتجاه الميدان من مرفأ البحرين المالي. وكانت البحرين قد أعلنت امس حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر. وجاء في المرسوم الذي أصدره العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة إعلان حالة «السلامة الوطنية» في كل أنحاء البلاد، «نظراً للظروف التي تمر بها البلاد التي شهدت تصعيداً أمنياً مسّ بأمنها، وعرّض حياة المواطنين للخطر، وأضر بمصالحهم وأرزاقهم، وطال مؤسسات الدولة ودور العبادة، كما عمل على الإضرار بعجلة التنمية والاقتصاد البحريني، وهو ما يستدعي تكليف القائد العام لقوة دفاع البحرين بسلطة اتخاذ التدابير والإجراءات الضرورية اللازمة للمحافظة على سلامة الوطن والمواطنين، على أن تنفذ هذه التدابير من قبل قوة دفاع البحرين وقوات الأمن العام والحرس الوطني أو أي قوات أخرى إذا اقتضت الضرورة لذلك». وصرح مصدر مسؤول في وزارة الدفاع السعودية أمس بأن وسائل إعلام، وصفها بأنها «مغرضة»، تناقلت نبأ يزعم استشهاد أحد أفراد القوات البرية الملكية السعودية (الرقيب أول أحمد بن سالم الردادي) يعمل ضمن قوات «درع الجزيرة» في مملكة البحرين. وقال المصدر إن وزارة الدفاع السعودية تؤكد عدم صحة هذا الخبر جملة وتفصيلاً. وأضاف: إن رجالنا ليسوا في مهمات قتالية، بل يعملون ضمن قوات درع الجزيرة للحفاظ على المناطق الحيوية في مملكة البحرين». واعلنت وزارة الداخلية البحرينية عزم السلطات على «فض كل المخالفات… التي اطلقت شرارة الفتنة». وافاد مصدر امني ان الشرطة البحرينية بدأت امس فتح الطرقات العامة التي اغلقها متظاهرون لكنه اشار الى ان الشرطة لن تقترب من دوار اللؤلؤة. ونددت جمعية «الوفاق الوطني» الاسلامية أكبر كتلة معارضة في البحرين بقرار فرض حالة الطواريء ودعت الى تدخل دولي. وقال جاسم حسين احد قياديي الجمعية: «ليس هناك ما يمكن فعله والجيش يسيطر على المجتمع الان». واضاف ان «الوفاق» تندد بذلك وتدعو المجتمع الدولي للوفاء بالتزاماته. من جهة ثانية، دانت المنامة التصريحات الإيرانية في شأن الوضع في البحرين، معتبرة ذلك تدخلاً في شؤونها الداخلية. وأعلنت رفضها لمثل هذا التدخل، باعتباره تهديداً لأمن المنطقة، وإخلالاً بالسلم والأمن الدوليين، وأعلنت استدعاء سفيرها في طهران بصفه فورية للتشاور. ورد وكيل وزارة الخارجية للشؤون الإقليمية ومجلس التعاون السفير حمد العامر على تصريح وزير خارجية إيران علي أكبر صالحي حول تطورات الأحداث الأخيرة في البحرين، بأن دخول قوات من «درع الجزيرة» إلى البحرين «قرار سيادي بحريني». وأعتبر ما جاء في التصريح الإيراني «تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي البحريني، من دولة يفترض أنها ترتبط مع البحرين بعلاقات حسن الجوار». وقال العامر إن المنامة على اتصال مع الأممالمتحدة والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، والجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي. وأشار إلى أن»دخول قوات درع الجزيرة مملكة البحرين جاء انطلاقاً من وحدة المصير المشترك، وترابط أمن دول مجلس التعاون، على ضوء المسؤولية الجماعية المشتركة للمحافظة على الأمن والاستقرار في المنطقة».