أعلنت مملكة البحرين، يوم أمس، حالة الطوارئ في أرجاء البلاد كافة، بدءاً من اليوم (الثلاثاء) وذلك لمدة ثلاثة أشهر. وجاء في مرسوم ملكي أصدره العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أمس، إعلان حالة «السلامة الوطنية»، في جميع أنحاء مملكة البحرين، وذلك «نظراً للظروف التي تمر بها البلاد، والتي جرت فيها تصعيدات أمنية مست امن البلاد، وعرضت حياة المواطنين للخطر، وأضرت بمصالحهم وأرزاقهم وتعدت على ممتلكاتهم وطالت مؤسسات الدولة، ودور العبادة وأساءت لمنابر العلم في المدارس والجامعات، حتى وصلت لتطال مهنة الطب الإنسانية». وأضاف المرسوم أن تلك الأحداث «حولت المستشفيات إلى بؤر رعب وترهيب، كما عملت على الإضرار بعجلة التنمية والاقتصاد البحريني». إلى ذلك، رفضت المعارضة البحرينية المتمركزة عند دوار اللؤلؤة أي حوار مع الحكومة، وفقاً للمرجعية التي طرحها ولي العهد البحريني، وأعلنت استمرارها في طلبها الهادف إلى إسقاط الحكومة وإقامة مملكة دستورية، وفقاً لمرئياتها وليس لمقومات الفصيل الآخر من المعادلة السياسية بالبحرين. وعلمت «الحياة» أن بعض العقلاء في المنامة يجرون محاولات حثيثة حالياً من أجل «البدء في حوار بين المعارضة والحكومة»، وذلك بعد أن منح ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، حزمة من الاعتبارات التيسيرية، التي يمكن أن ينطلق من خلالها حوار عقلاني إيجابي بين أطراف المعادلة السياسية كافة. وتم تكليف القائد العام لقوة دفاع البحرين بسلطة اتخاذ التدابير والإجراءات الضرورية اللازمة، للمحافظة على سلامة الوطن والمواطنين، على أن تنفذ هذه التدابير من جانب قوة دفاع البحرين وقوات الأمن العام والحرس الوطني أو أي قوات أخرى، إذا اقتضت الضرورة لذلك. من جهة ثانية، دانت البحرين التصريحات الإيرانية، واعتبرتها تدخلاً في شؤونها الداخلية، ووصفتها ب «تهديد أمن المنطقة وإخلال السلم والأمن الدوليين»، وقررت مملكة البحرين استدعاء سفيرها في طهران بصفة فورية للتشاور. وأكد وكيل وزارة الخارجية للشؤون الإقليمية ومجلس التعاون السفير حمد العامر، في رده على تصريح وزير خارجية جمهورية إيران علي أكبر صالحي، حول تطورات الأحداث الأخيرة في مملكة البحرين، أن دخول قوات «درع الجزيرة» لأراضيها «قرار سيادي». واعتبر العامر أن ما جاء في التصريح الإيراني «تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي البحريني، من دولة يفترض أنها ترتبط مع البحرين بعلاقات حسن الجوار، وهذا ما تتبعه دائماً المملكة في علاقاتها مع جمهورية إيران الإسلامية»، مؤكداً أن البحرين «على اتصال مع الأممالمتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، والجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي حول هذا التدخل الإيراني السافر».