إن أرادت إيران وأزلامها في المنطقة اللعب بالنار فلا اعتقد أن مواطناً عربياً شريفاً سيتفرج، وستفتح أبواب جهنم على من يصطف في طابور الفرس، وهذه المرة لن تكون أبواب جهنم حكومية، بل من شباب مجاهدين يقتدون بالقعقاع والمثنى وسعد. حذرت إيران من أن زيادة الضغط الدولي على سوريا ستؤدي إلى تحمل المجتمع الدولي تبعات خطيرة في المنطقة. هذا التهديد يعني أن إيران تقرأ بصوت مرتفع خططها لتصعيد قوي في مناطق مختلفة، وببساطة هذا يعني أن إيران ستحرك خلاياها حالما يبدأ المجتمع الدولي في دعم الثوار السوريين ونصرتهم. لن نصف التهديد الإيراني بالصفاقة، بل هو استمرار للعنت الطائفي الذي أدخلت إيران المنطقة فيه، بعد زمن طويل من العمل السياسي المرتبط بالحقوق المدنية لا الطائفية. لم يكن العراقي أو السوري أو السعودي يفكر في طائفته أو انتماء الذي أمامه الطائفي، إلا بعد أن حكم نظام بني من الطائفة وللطائفة إيران، وبدأ بتصدير ثورته للمنطقة وحتى لمجاهل إفريقيا التي لا نعلم ما علاقة سكان غاباتها بعودة الإمام الغائب. إيران بتحذيرها آنف الذكر تريد أن تشعل المنطقة طائفياً، وهي لا تعلم أن لذلك تبعات على نسيجها المحلي، فهي أول بلد سيعاني من الطرح الطائفي والعرقي. لو كانت إيران وهي تعمل بكل قوة على تصعيد الأمر في البحرينوالكويت والمنطقة الشرقية السعودية تعتقد أنها تحسن عملاً، فهي قصيرة النظر، فالعرب وأصدقاء سوريا الشعب لديهم أكثر من ورقة وخزينة وسعة بال لجعل إيران على صفيح ساخن من الانقسامات، من شرقها لغربها ومن اذرها لبلوشها. إن كانت إيران تصدر التوجيهات للمجلس العلمائي في البحرين لإثارة شوارع المنامة، ثم القول إنها ثورة غير طائفية، بينما أعواد الكبريت ترمى من نافذة المجلس الطائفي على عمائم الوفاق الملتزمين بتعليمات مجلس ديني طائفي مثل المجلس العلمائي. إن كانت إيران سعيدة بذلك فلها أن تتحسس عضلات وجهها حينما ينشأ المجلس العلمائي البلوشي، ومجلس مساندة ثورة عرب الاحواز. بل ماذا عن اجتماع في عاصمة عربية لإعلان تشكيل المجلس الوطني الإيراني؟ سياسات إيران التي لا تركز على مصلحة مواطنيها وتنشغل ببث الفتن في الخليج أو شمال إفريقيا ولبنانوسوريا وغزة، ستؤدي قريبا إلى توحيد صفوف طوائف أخرى ضدها. لعبة الطائفية وحرق الأوراق لن تنفع دول المنطقة، وبدلاً من العمل سويا على تحسين العلاقات وإشاعة السلام ومنع تكسب القوى الأجنبية من الأزمات في المنطقة تشتعل عمامة خامنئي حرصاً على بث الكراهية بين الشعب الإيراني والعرب. تدير إيران جوقة من كارهي العروبة والعرب، عبر الحديث عن أزمات العرب الداخلية بينما ايران تشهد آلة قمع تفوق ما لدى العرب، بل ان سوريا ربيبة إيران وسورها الدفاعي يتم فيها الان اكبر عمليات القمع والقتل التي أدانها العالم قاطبة. لا يمكن لإنسان تعايش مع مصطلحات المظلومية الشيعية والانتصار للمذبوح عقوداً، ان يتفهم كيف يقوم الملالي ووكلاؤهم في لبنان أو سوريا أو الكويت أو البحرين بالتصفيق وبطائفية مقيتة لقاتل مثل بشار الأسد. لن يفيد إيران إصرارها على تحريك جيوبها في الخليج العربي، بل ان هناك شعوراً وطنياً خليجياً يتحشد حالياً لصد الهجمات الإيرانية على استقراره. تعمل إيران حالياً على حض أزلامها في السعودية على الخروج للشارع وإثارة المشاكل، وتوزع الأدوار فبين مجموعات تخرج بشكل سلمي وحين يواجهون الأمن تقوم مجموعات إرهابية باطلاق النار على قوات الأمن ليتم الرد بالمثل فيسقط قتلى وجرحى بوالتالي تتعمد لغة الدم وتتوسع الفجوة وتستعر الفتنة. حينها تحصل إيران على ما تريد في توسيع بؤر الفتن في المنطقة للرد على الضغوط التي يواجهها بشار وخامنئي ونصر الله والمالكي. بالطبع لن يقف أي ناشط شريف ضد حقوق أي فئة من مواطني بلده، لكنه لن يرضى أن تستعمل هذه المطالب من قبل قوى خارجية مثل إيران لمطامع إمبراطورية قديمة .