تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا إلى ترك ما لا يقل عن مليون لاجئ منازلهم والفرار عبر الحدود هربا من قذائف الجيش الروسي. وأشارت ليندا توماس جرينفيلد – سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة – اليوم الخميس، إلى أن القتال يمكن أن يدفع إلى هجرة ما يصل إلى 5 ملايين شخص. وأظهرت تقارير صحافية أن هناك فروقًا في التعامل مع اللاجئين الأوكرانيين حاليًا واللاجئين من دول أخرى خلال العقد الماضي وخاصة منطقة الشرق الأوسط. فبينما تفتح الدول، التي قاومت لسنوات استقبال اللاجئين الهاربين من مرارة الحروب في سوريا والعراق وأفغانستان، أبوابها الآن أمام الأوكرانيين في الوقت الذي تشن فيه القوات الروسية هجومًا عسكريًا مستمرًا على مستوى البلاد. وقالت جين بساكي، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، الخميس، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن "مستعد بالتأكيد" لقبول لاجئين من أوكرانيا، وأشارت إلى أن الغالبية منهم قد يختارون البقاء في أوروبا حتى يتمكنوا من العودة بسهولة إلى ديارهم بمجرد انتهاء القتال، وفقًا ل"مونت كارلو". بدوره، توجه فيليبو غراندي، رئيس مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين بالشكر إلى الحكومات والشعوب التي تبقي حدودها مفتوحة للأوكرانيين وترحب بهم. وحذر في الوقت نفسه إلى أن عددًا منهم قد ينتهي بهم المطاف في دول تقودها حكومات قومية كانت مترددة في استقبال اللاجئين في الماضي أو منعتهم من دخول أراضيها. وبينما تسمح المجر الآن للأوكرانيين بالعبور عبر أجزاء من الحدود كانت مغلقة، فإن رئيس وزرائها المتشدد، فيكتور أوربان، وصف اللاجئين في السابق بأنهم تهديد لبلاده واتُهمت حكومته بحبسهم وتجويعهم. وقال المستشار النمساوي كارل نهامر "بالطبع سنستقبل لاجئين إذا لزم الأمر". وفي المقابل تشير العديد من التقارير إلى تعرض أشخاص من جنسيات مختلفة، من غير الأوكرانيين، إلى التمييز، وانتشرت تدوينات ومقاطع مصورة لعرب وأفارقة وهنود وغيرهم يقولون إنهم منعوا من العبور وقيل لهم إن "الأولوية للأوكرانيين"، ونُقلت عنهم شهادات عن تعرضهم لمعاملة سيئة وممارسات عنصرية، وفقًا لBBC". وخلال العقد الأخير امتنعت بعض الدول الأوروبية عن استقبال لاجئي سوريا الفارين من أراضيهم، وشرعت الدنمارك، التي يعيش فيها حوالي 44 ألف سوري، منذ نهاية يونيو 2020، في عملية واسعة النطاق لإعادة النظر في منح السوريين تصريحات إقامة، والقرار هو الأول من نوعه لدولة في الاتحاد الأوروبي. وأقدمت كذلك الحكومة الاتحادية الألمانية التي يعيش فيها عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين على ترحيلهم إلى بلدهم.