أوضح الشيخ الدكتور عبدالكريم بن عبدالله الخضير، عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء سابقا، حكم من رزقه الله البنات ويهدد زوجته بالطلاق إن أنجبت أنثى؟ جاء ذلك في رد الشيخ الخضير على سؤال، على صفحته بموقع توتير، ورد فيه: بعض الناس قد رزقه الله من الذرية البنات دون البنين، فتجده كلما بُشِّر بالأنثى ضاق صدره وتكدر وبدأت المشاكل بينه وبين زوجته، وأحيانًا يوعدها بالطلاق إن أنجبت أنثى، فما توجيهكم لمن يفعل هذه الفعلة؟ وأجاب الشيخ الخضير بقوله: أولاً على مثل هذا أن يتقي الله -جل وعلا- ويعلم ويوقن ويجزم أن هذا كله من الله -سبحانه- وأن الخيرة فيما يختاره الله -جل وعلا- فلا يدري النفع في البنات أم في البنين، وفي كثير من الحالات تكون البنات أنفع من الأبناء. ووعظ الشيخ مثل هذا فقال: وعليه أيضًا ألا يشابه أهل الجاهلية الأولى الذين: {إِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ . يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ} [النحل: 58 – 59]. وأضاف الشيخ: وقد جاء في الإسلام الحث على تربية البنات وأنها ستر من النار، وأنهن سبب مرافقته -صلى الله عليه وسلم- في الجنة، كما ثبت ذلك في (صحيح مسلم) من حديث أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم «من عال جاريتين حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو» وضم أصابعه. [مسلم: 2631] واستشهد الشيخ بالمرأة التي هجرها زوجها لأنها لا تلد إلا البنات حيث قالت: ما لأبي حمزة لا يأتينا *** يظل في البيت الذي يلينا غضبان ألا نلد البنينا *** والله ما ذلك في أيدينا وصدقَتْ، فهذا الأمر ليس إليها وإنما هو بيد الله -جل وعلا-، وعلى الإنسان أن يرضى ويسلم بما كتبه الله له وقدره عليه.