هل يجوز أن نسأل الله إنجاب الذكور دون الإناث؟ أم أن ذلك الأمر لا يجوز من الجهة الشرعية؟ سؤال طرحناه على الأستاذ جمال حامد السيد مشرف موقع الطب للإيمان والذي أجاب موضحاً حيث قال: إن حب إنجاب الذكور وكراهية إنجاب البنات موروث قديم، استمر على مر العصور ولا يزال البعض حتى وقتنا الحاضر يتمسك به مهما كانت درجة تعليمه وثقافته، ولقد كان العرب في الجاهلية لا يكرهون انجاب الاناث فحسب، بل يدفنونهن أحياء، ولقد أشار القرآن إلى ذلك الفعل الشنيع ووبخ فاعليه في قوله تعالى: (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم * يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون) سورة النحل، آيتا:[ 58، 59] وعلى الرغم مما سبق فقد ورد في القرآن الكريم أن بعض الأنبياء قد طلبوا من الله أن يرزقهم ذكوراً، فقد طلب سيدنا إبراهيم الولد، في قوله تعالى: (رب هب لي من الصالحين، فبشرناه بغلام حليم) سورة الصافات، آيتا: [100، 101]، كما طلب سيدنا زكريا أيضاً الولد في قوله تعالى: (هناك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء * فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقاً بكلمة من الله وسيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين) سورة آل عمران . آيتا [38، 39]. ومن القصص القرآنية التي وردت فيها الرغبة لإنجاب ذكر، هو نذر امرأة عمران أن تهب ما تحمله في بطنها لخدمة ربها، قال تعالى: (إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محرراً فتقبل مني إنك أنت السميع العليم * فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم) سورة آل عمران، آيتا [35، 36]، أي عندما وضعت أنثى تحسرت على ذلك حيث لم يكن يقبل في النذر إلا الذكور، ويجب أن نؤكد أن ذلك لا يقلل من شأن الإناث، فقد يرغب المرء في ذكر ويرزقه الله بالأنثى والتي تكون له أفضل من الذكر، كما حدث مع امرأة عمران التي رزقها الله بمريم وكان لها شأن أعظم من الذكر الذي تمنت، ولنا في سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة، فقد كانت فاطمة الزهراء أحب بنات النبي صلى الله عليه وسلم إليه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني” (البخاري)، كما ورد أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من ابتلي من هذه البنات بشيء كن له ستراً من النار” (البخاري)، أي من امتحن بإنجاب بنت أو أكثر، أي إنجاب البنات التي يكرهونها يعد نوعاً من الابتلاء أو الامتحان، فمن يصبر على ذلك فله أجر عظيم، كما قال صلى الله عليه وسلم أيضاً: “من عال ثلاث بنات فأدبهن وزوجهن وأحسن إليهن فله الجنة” (أبوداوود) أي أن النبي صلى الله عليه وسلم حث أمته على الرأفة بالبنات ورحمتهن وبشر من أحسن تربيتهن ورعايتهن بالفوز بالجنة، والخلاصة نستطيع القول أن سؤال الله سبحانه وتعالى إنجاب الذكور ليس فيه شيء، فهؤلاء الأنبياء قد طلبوا الولد من الله سبحانه وتعالى لأنه الوحيد القادر على ذلك تصديقاً لقوله تعالى:(لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور) الشورى، آيتا: [49، 50].