في وسائل التواصل الاجتماعي العديد من الشائعات حول أدوية الحموضة، من هذه الشائعات أنَّ تناولها يسبب الفشل الكلوي الحاد، والفشل الكلوي المزمن، وهنا يتولَّدُ سؤالٌ مهم: هل أدوية الحموضة مدمرة للكلى؟ الجواب عن هذا السؤال على النحو التالي: أدوية الحموضة آمنة إلى حدٍ كبيرٍ، بحسب أحدث التوصيات من جمعية الجهاز الهضمي الأمريكية المنشورة قبل ثلاثة أشهر، وقد تؤثر بشكلٍ نادر على الكلى كأعراض جانبية، وهذه الأعراض الجانبية تحدث مع عدد كبير من الأدوية، ومنها الأدوية المستخدمة في علاج أمراض الكلى، ومثبطات المناعة بعد زراعة الكلى، والمضادات الحيوية، ومسكنات الألم كالأيبروفين، وأدوية الضغط، ومدرات البول، جميعها قد تؤثر على الكلى كأعراض جانبية نادرة. ويجدر الذكر أنَّ دراسة طبية كشفت أن قرابة 45-47% من المصابين بالقصور الكلوي المزمن ويُعمل لهم غسيل كلوي، عانوا من ارتجاع مرئي، وربما تقرحات أسفل المريء؛ بسبب ارتجاع أحماض المعدة إلى المريء، مما يعني أنَّ نسبة كبيرةً من مرضى الكلى بحاجة إلى تخفيف ما يعانون من حرقة وأَلَم الصدر، وأن أغلب مرضى الكلى يتناولون أدوية الحموضة تحت إشراف أطباء كلى مختصين، ولم تؤثر أدوية الحموضة على وظائف الكلى. تساهم أدوية الحموضة إذا استُخدمت مع وجود حاجة طبية في علاج أمراض المريء والمعدة والاثني عشر، وهي أهم أنواع الأدوية وأكثرها استخدامًا لعلاج أمراض هذه الأعضاء، على سبيل المثال: ارتجاع المريء، المريء اليوزيني، قرحة المريء والمعدة والاثنى عشر، وجرثومة المعدة، ونزيف الجهاز الهضمي العلوي. هذه الادوية تحمي بإذن الله من حدوث مضاعفات قد تكون خطيرة؛ كالنزيف، وتضيق المريء أو المعدة الناتجة من ارتجاع المريء أو قرحة المعدة، وأورام أسفل المريء. ختاماً، نشكر الله على نعمة الدواء، والتخلص من الحموضة وارتجاع المريء يبدأ بتغيير النظام الغذائي، وإنقاص الوزن إذا كان زائدًا، والإقلاع عن التدخين والخمر وغيرها، بعد ذلك يمكن تناول أدوية الحموضة عند الحاجة إليها، وينبغي الحرص على أخذ أقل جرعة كافية للتحكم في الأعراض، وللمدة الكافية، بناءً على نوع المرض، وشدة الأعراض، وتوصيات الطبيب، ومع استخدامها لفترات طويلة ينبغي متابعة مستويات الكالسيوم والمغنيسيوم والحديد وفيتامين ب12؛ لأنَّ هذه الأملاح والمعادن والفيتامينات قد تنقص في الجسم مع استخدام أدوية الحموضة لفترات طويلة. د. عبدالله الذيابي @ DrAbdullahA1