بسم الله و الحمد لله الذي أعز الإسلام القائل في كتابه العظيم : ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ) , و صلى على خير البشرية محمد بن عبد الله القائل : ( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة شبراً بشبر وذراعاً بذراع , حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ، قيل له : اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟ ) . تهتم بلادنا المباركة بالجودة (الكوالتي) في شتى تعاملاتها و صناعتها , ويتضح ذلك ويتجلى في رعاية ودعم ولاة الأمر للمشاريع التنموية ومتابعتها ، و ضمن هذه المسيرة المباركة جهة حكومية رسمية تعنى بالجودة وهي وزارة التربية والتعليم . و قد ودعنا قبل أيام قليلة المؤتمر العالمي الأول للجودة الشاملة في التعليم العام , و الذي تشرف عليه وزارة التربية و التعليم ، و كنا نؤمل قبل انعقاده إعداداً متوافقاً مع الشريعة الإسلامية التي نتباهى بها بين بلدان العالم كافة ولله الحمد , و التي تعتبر من أفضل الوسائل لدعوة غير المسلمين إلى الإسلام خصوصاً أن هناك جمعاً غفيراً حضر بدعوة لهذا المؤتمر من البلدان الإسلامية وغير الإسلامية. فوجئت مثل غيري من متابعي برامج وأنشطة وزارة التربية والتعليم في العقد الماضي تحديداً بأمر دخيل لم نألفه من وزارة تُعنى بالتربية والتعليم ألا وهو آفة بدأت تستشري في الدوائر الحكومية منافسة بذلك الجهات الخاصة وهو الاختلاط رغم وجود أنظمة مستمدة من الكتاب والسنة تمنع ذلك , ناهيك عن الموسيقى التي ضربت آذان الحضور , ولا يخفى على كل ذي لبٌ الأثر السلبي على أبنائنا وبناتنا عندما يرون قدواتهم التربوية والتعليمية يرغمون – وليس كلهم – على مخالفة شرع الله . فأي خير يرجى من جيل تُبث له هذه المناظر المشينة للقدوات؟! ولقد تواصلت مع أحد القيادات التربوية التي حضرت هذا المؤتمر الدولي , فبادرني بعد تثبتي من صحة الخبر بكلمة أقضَّت مضاجعي قائلاً : هذا مؤتمر دولي!! سؤالٌ دار في ذهني قبل أن ينطلق على لساني للرد على هذا المسؤول : ألسنا نتبع الكتاب والسنة؟! ماذا نقدم : ما عليه الغرب مما ينافي الكتاب والسنة أم شرع الله؟! هل التطور والرقي لا يكون إلا بالاختلاط والموسيقى؟! أما الأخت نورة الفايز فقد حضرت المؤتمر بلا جديد تقدمه ! كثرة تنقل وتحمل مشقة ومخالطة للرجال بلا حاجة ولا ضرورة , وكان بودي لو تيسر لأحد متخصصي الجغرافيا وخرائط الفارسي الشهيرة أن يقيس لنا عدد الكيلومترات التي قطعتها منذ تنصيبها بمنصب نائبة وزير التربية والتعليم لشؤون البنات , وأتوقع أن تكون قد قطعت أكثر مما يقطعه بعض وزراء الخارجية في دول العالم !! لا بد أخي القارئ أن يجعل المسلم رضا الله نصب عينيه , حتى يفوز بجنة عرضها السماوات والأرض , وأن يُحكم شرع الله في جميع أموره , قال تعالى : ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ) , كما أن المسؤولية كبيرة وعظيمة على من حمَّله ولي الأمر شؤون المسلمين , وخصوصاً التربية والتعليم , أسأل الله أن يوفق ويسدد القائمين على وزارة التربية والتعليم لطاعة الله وأن يجعلهم هداةً مهتدين .