بعد أكثر من 30 عامًا على القطيعة بين المملكة وتايلاند، على إثر أزمة "الماسة الزرقاء"، وما تبعها من اغتيال 3 دبلوماسيين في تايلاند ورجل الأعمال محمد الرويلي، حيث كانوا يتابعون القضية ويحققون فيها. وأعربت تايلاند، اليوم الثلاثاء، عن خالص أسفها إزاء الأحداث المأساوية التي وقعت للمبعوثين السعوديين على أراضيها في الفترة ما بين 1989 إلى 1990، خلال تأكيد البلدين فتح صفحة جديدة وإعادة العلاقات المقطوعة منذ ما يقرب من 32 عامًا. قصة الماسة الزرقاء قطعت المملكة علاقتها بتايلان عام 1989، بعد اتهام عامل يحمل الجنسية التايلاندية، بسرقة مجموعة من الأحجار الكريمة والمجوهرات الثمينة، من داخل قصر الأمير فيصل بن فهد، وهو أول أبناء الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز- رحمه الله- حيث كان ملكًا للملكة وقتها. وتلا حادث السرقة تعرض ثلاثة دبلوماسيين سعوديين في تايلاند لعملية اغتيالات خلال عام 1990، فيما قتل أيضا رجل أعمال سعودي كان شاهدا على حوادث قتل الدبلوماسيين المكلفين بمتابعة قضية سرقة المجوهرات. تواطؤ الشرطة لم يتوقف الأمر على ذلك بل تواطأت مجموعة من رجال الشرطة الذين تولّوا القضية في إخفاء المجوهرات، التي تسلّمتها المملكة واتضح في ما بعد أنها مزيفة وأن "الماسة الزرقاء" النادرة مفقودة. وبحسب الروايات المتواترة، فأثناء إعادة المسروقات، اكتشفت المملكة أن كثيراً منها كان مزيفاً مع اختفاء مجوهرات ثمينة، أهمها ماسة زرقاء نادرة. وفي الفترة ذاتها، تم التصعيد من جانب بانكوك باغتيال ثلاثة من الدبلوماسيين السعوديين على الأراضي التايلاندية كانوا يحققون سراً في قضية المجوهرات ومدى تورط قيادات في الشرطة، ثم اختفى رجل الأعمال السعودي محمد الرويلي للسبب ذاته. محكمة تايلاندية تبرئهم وفي عام 2014، أسقطت محكمة جنائية في تايلاند قضية مرفوعة على خمسة رجال، من بينهم ضابط شرطة كبير كانوا متهمين بقتل رجل الأعمال محمد الرويلي في قضية المجوهرات التي سافر الرويلي للبحث عنها. تايلاند تأسف أكد رئيس وزراء تايلاند، الذي التقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، الثلاثاء، على أسفه لهذه الأحداث، مؤكدًا أن حكومته بذلت جهوداً كبيرة في حل القضايا السابقة، وأنها على استعداد لرفع القضايا إلى الجهات المختصة في حال ظهور أدلة جديدة وجيهة ذات صلة بالقضايا المؤسفة، مؤكداً الالتزام بحماية أعضاء بعثة المملكة العربية السعودية لدى مملكة تايلاند، بما يتوافق مع اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961م. عودة كامل العلاقات اتفق ولي العهد ورئيس وزراء تايلاند على حرص البلدين على أهمية تعزيز روابط الصداقة بينهما وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين المملكة العربية السعودية ومملكة تايلاند، وعودة كامل العلاقات بين البلدين. وأكد رئيس وزراء مملكة تايلند أن بلاده تولي أهمية قصوى لروابط الصداقة مع المملكة ، وحريصة على إنهاء جميع القضايا العالقة بين الجانبين، معرباً عن خالص أسفه إزاء الأحداث المأساوية التي وقعت في مملكة تايلند في الفترة ما بين 1989م – 1990م.