تشهد سماء مكةالمكرمة اليوم حدثاً فلكياً لا يمكن مشاهدته إلا بعد 26 عاماً، حيث يتعامد عملاق المجموعة الشمسية كوكب المشتري على الكعبة المشرفة بارتفاع يصل إلى 89.87 درجة عن الأفق، تاركاً إمكانية تحديد اتجاه القبلة بواسطته في أنحاء العالم التي تشاهد المشتري لحظة التعامد التي ستكون الساعة 1:10 بعد منتصف الليل بتوقيت مكةالمكرمة. وبين الباحث الفلكي ملهم بن هندي أحد منسوبي علوم الفلك والقضاء بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة أن ظاهرة تعامد الأجرام السماوية إحدى أبرز الطرق التي استخدمت لتحديد اتجاه القبلة الصحيح، مثل تعامد الشمس أو القمر، واستخدام كوكب المشتري مناسب، كونه ألمع ثالث جرم سماوي بعد القمر والزهرة، ولكن ليس الأفضل، لصعوبة تحديده من قبل العامة، ونظراً لوجود كوكب المشتري قريباً من وضع التقابل مع الأرض سيكون سطحه مضاءً تماماً تقريباً، وسيبدو لنا متألقاً بإضاءة مميزة وبراقة، ومعنى تعامد المشتري على الكعبة، أي أن ميله يساوي خط عرض مكة وتؤثر عوامل المشتري المدارية في طول الفترة التي يتغير فيها ميله عن الأرض لذلك لن يتكرر التعامد الذي يمكن رصده ليلاً إلاّ بعد 26 عاماً. سيبدو المشتري للراصد كنجمة شديدة اللمعان تشرق من الشرق تقريباً عند غروب الشمس. الجدير بالذكر أن المشتري سيصل لوضع التقابل مع الأرض في 19 محرم لتكون الأرض بينه وبين الشمس تماماً.