عقد رؤساء الجهات الرقابية على الغذاء الذين يمثلون دولاً ومنظمات دولية اجتماعًا طارئاً -عبر الاتصال المرئي- اليوم الخميس، ضمن برنامج المؤتمرات الدولية المقامة على هامش السنة الرئاسية للمملكة لمجموعة العشرين (G20)، الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية ممثلة بالهيئة العامة للغذاء والدواء لمناقشة أحدث المستجدات في مجال توفر وسلامة الغذاء في ظل جائحة كورونا المستجد المسبب لمرض (COVID-19). وافتتح الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء الدكتور هشام بن سعد الجضعي الاجتماع بالترحيب بالدول المشاركة والمنظمات الرقابية كافة, مؤكدًا أن المملكة فخورة باستضافتها لقمة العشرين وما يعقد على هامشها من مؤتمرات دولية، وتتطلع للعمل مع شركائها لإيجاد الحلول لمختلف التحديات على الأصعدة والمستويات كافة. وبين الجضعي خلال الكلمة الافتتاحية أنَّ هذا الاجتماع يأتي مواكبة للمستجدات العالمية المتعلقة بالجائحة للعمل على تعزيز سلامة سلاسل إمداد الغذاء على مستوى العالم والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول كافة في هذا المجال بهدف تطوير بيئة مُستدامة للتعاون العالمي في مجال التشريع الغذائي والرقابة بما يضمن سلامة الأغذية في ظل الجائحة. كما استعرض آليه تجربة المملكة العربية السعودية في سلامة الغذاء وما اتخذته من إجراءات كان لها الأثر البالغ في ضمان توفر الغذاء وسلامته في ظل التحديات اللوجستية التي مرت بها كافة الدول, إذ أسهمتْ الهيئة ضمن الجهات الحكومية ذات العلاقة بدعم كافة الإجراءات الخاصة بالأمن الغذائي لضمان وفرة الإمدادات الغذائية، سواء من الإنتاج المحلي، أو من المخزون، أو عبر الاستيراد في إطار استراتيجية عامة للأمن الغذائي تعمل وفقها المملكة العربية السعودية، والتي اتخذت عدة إجراءات لتحقيق استدامتها في ظل أزمة فيروس كورونا بالتعاون مع القطاع الخاص الذي قام بإمداد الأسواق المحلية بمنتجات غذائية متنوعة، واستمرت الهيئة في تسهيل إجراءات استيراد المواد الغذائية وفحصها وتحليلها عبر كافة المنافذ البرية والجوية والبحرية ضمن نطاق اختصاصها إضافة إلى ومراقبة مخزون المستودعات والتأكد من سلامته، كما حرصت الهيئة على الرفع من وعي المجتمع في كل ما يتعلق بعلاقة الغذاء بالفيروس والتواصل مع المستهلكين وإحاطتهم بالمستجدات العلمية والتعليمات الخاصة بالتعامل مع الأغذية. من جهة أخرى استعرضت الدول المشاركة كافة تجاربها في توفر وسلامة الغذاء في ظل الجائحة وما واجهها من تحديات وكيف تم تجاوزها بهدف نقل التجارب وتبادل الخبرات، وأجمع رؤساء الجهات الرقابية بأن غذاء الإنسان وتوفره والمحافظة عليه وسلامة سلاسل إمداده أولوية قصوى تعمل عليها جميع الدول بتكامل وتشاركية تضمن تعزيز سلامة وصحة الإنسان. واختتم الاجتماع بإقرار عدد من التوصيات أهمها: استمرار العمل المشترك ، وتعزيز الاعتماد على البحث العلمي والدراسات في كل ما يتعلق بسلامة الغذاء في ظل الجائحة إضافة إلى تطوير آليات استخدام التقنية والذكاء الاصطناعي والاستفادة من البيانات وتبادلها بين الدول كافة وتكثيف عمليات الرقابة والرفع من معايير الجودة والسلامة لكافة سلاسل إمداد الغذاء. حضر الاجتماع؛ قيادات الجهات الرقابية على الغذاء في استراليا، نيوزلندا، إيرلندا، فرنسا، سنغافورة، الصين، الكويت، الولاياتالمتحدةالأمريكية، واليابان, إضافة إلى منظمة الدستور الغذائي (CODEX)، ومنظمة الأغذية والزراعة(FAO)، وتجمع السلطات الدولية لسلامة الغذاء – منظمة الصحة العالمية. مما يُذكر أن الرياض استضافت الاجتماع الأول لرؤساء الجهات الرقابية على الأغذية في يناير الماضي من العام الحالي, إذ تم الاتفاق حينها على وضع أجندة أولية لخطة تعاون مشتركة تشمل العمل باتجاه تطوير طرق تقييم المكونات الجديدة في الغذاء، والتركيز على الاستخدام الأمثل للموارد من خلال تنفيذ برامج تفتيش معتمدة على تقييم المخاطر، إضافة إلى المشاركة في المبادرات التعاونية للتعامل مع التحديات في اتصالات المخاطر والمنافع، وانتشار المعلومات الخاطئة المتعلقة بالغذاء وطرق إنتاجه ، وسيتم عقد الاجتماع القادمة في استراليا في مارس 2021.