أشارت دراسة أمريكية حديثة، أن تعرض الأطفال للتجارب السلبية في مرحلة الطفولة، مثل العنف الأسري أو تعاطي الوالدين للمخدرات، يمكن أن يزيد بشكل كبير من خطر إصابتهم بالربو. وأوضح الباحثون بالكلية الأمريكية للحساسية والربو والمناعة، في دراستهم التي نشروا تفاصيلها اليوم الخميس، في دورية "حوليات الحساسية والربو والمناعة"، أن الأطفال الذين شهدوا تجربة سلبية واحدة في طفولتهم، مثل العنف الأسري على سبيل المثال، كانوا أكثر عرضة بنسبة 28% لتطور مرض الربو. ولكشف العلاقة بين العنف الأسري وخطر إصابة الأطفال بالربو، فقد حلل فريق البحث بيانات من المسح الوطني لصحة الطفل في أمريكا، شملت أكثر من 92 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين يوم و17 عاماً. وسأل الباحثون آباء وأمهات الأطفال المشاركين في الدراسة، عن تعرض أطفالهم لأي تجارب سلبية، بما في ذلك: إدمان أحد أفراد الأسرة على المخدرات أو تعاطي الكحول، والعنف المنزلي، وانفصال الوالدين، والعيش مع شخص كان مسجوناً، والعيش مع شخص مختل عقلياً.. كما أنهم سألوهم أيضاً عن تعرض أطفالهم لدخان التبغ الذي قد يسبب الإصابة بالربو. ووجد الباحثون أن أكثر التجارب السيئة التي تعرض لها الأطفال هي العيش مع أحد الوالدين، بسبب انفصال أحد الزوجين عن الآخر. وقال الباحثون إن الأطفال الذين تعرضوا لتجربة سيئة واحدة في مرحلة الطفولة كانوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بالربو بنسبة 28%، مضيفين أنه كلما زادت التجارب السيئة زادت نسبة الإصابة. وتعليقاً على نتائج الدراسة، قال الدكتور جيمس سبليت، رئيس الكلية الأمريكية للحساسية والربو والمناعة، إن "العنف والتفكك الأسرى ينتج عنه تعرض الأطفال الصغار لكثير من العوامل السلبية المسببة للربو، وأبرزها التدخين وتلوث الهواء". والربو هو أحد الأمراض المزمنة التي تصيب الممرات الهوائية للرئتين، وهو يصيب الذكور والإناث في جميع مراحل العمر، ويتمثل في سرعة التنفس و"كرشة النفس" والكحة وكتم الصدر. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن نحو 235 مليون فرد يعانون من الربو حول العالم، وهو من أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً بين الأطفال. وتحدث معظم الوفيات الناجمة عنه في البلدان المنخفضة الدخل.