إن الإعلام هو وسيلة فطرية لكل صاحب قضية ودعوة سواء كانت حقاً أم باطلاً لترويج ما لديه وغرسه في نفوس مَن حوله، وتنوعت أساليبه على مر العصور؛ حتى غدت أمراً ميسراً عبر ضغطة زِر تفتح الكثير للقلوب ومنه للمجتمعات والدول، ولن نبالغ إنْ قلنا إنَّ الإعلام هو القوة الناعمة الضاغطة للتغيير، وهو سلاح ناعم لشلِّ إرادة الشعوب عن طريق التغذية الراجعة المسامرة بحقائق مغلوطة غالباً عبر تكرار مُلحّ لإقناعهم بما قد لا يمت للواقع بصِلة. ولا يجادل أحدٌ في أن الإعلام يطل بالتغيير والتأثير على منظومة القيم والمواقف الاجتماعية والثقافية والعقدية قبل كل شيء عن طريق التسويق للمشاريع التغيرية المرغوبة. والاهتمام بالمرأة في مجال الإعلام الهادف أمر لازم فقد باتت المرأة هي الشغل الشاغل للعالم اليوم فجعلوها بوقاً لكل ناعق وحانق، ومن خلال ذلك يتم التذويب القسري المشفوع بتغيير متتابع يرتدي أثواباً مختلفة، فنتج عن ذلك حتمية تكاتف الإعلام الهادف مع أصوات الحق لتجلية الحق في قضاياها وهي نور في إسلامنا، قد يحجب بعضه أخطاء فردية مبنية على جهل وتجهيل، مما يستدعي متابعة المستجدات التي منها الإعلام بأذرعه المتعددة، خاصة حذق إنتاج أفلام وثائقية نوعية لا تظهر فيها المرأة تمثل تكاملاً للبناء المعرفي الصادق عن الإسلام، فالمرأة هي صنو الرجل في بناء الأمة فهي نصف المجتمع وتلد وتربي النصف الآخر فهي أمَّة بأكملها، وما أجمل جمع الأيدي المتوضئة لتغسل عن العالم أدران شياطين الإنس والجن، فالصورة في الإعلام وسيلة بارزة تحفر وجودها خاصة في الإعلام الجديد لتختصر الكثير من الكلمات في صورة معبرة للدعاية للقيم سواء كانت صالحة يراد تجديد تثبيتها أو قيماً مضادة يراد غرسها بالقوة. وتظل الصورة أيضاً وسيلة لسيطرة الشركات على الدول والمجتمعات لتكون مكسباً استهلاكياً لمنتوجاتهم القاتلة للصحة العقدية والبدنية والعقلية. فمتى نستثمر الإعلام النسائي الهادف في مشروع صناعة أفلام قيمية تغذي مراكز الأبحاث وقنوات الإعلام. فإعلام هادف= بناء قيمي راسخ إن الإنتاج النسائي الإعلامي عليه أن يتفرغ لما سبق ولا يكون تكراراً لما يمكن لأي أحد إنتاجه، فلا ينبغي أن يكون الإنتاج الإعلامي عن الصلح بين الإخوة وعن الصبر مثلاً وتصوير حكمة متداولة، أين هم من إنتاج أفلام تعالج حقوقَ وواجبات المجتمع رجالاً ونساءً؟ أين هم من إنتاج أفلام تعالج الشبهات والأكاذيب حول المرأة في الإسلام؟ أين هم من إنتاج أفلام تعالج قضايا الفتيات في دور التعليم العام والعالي؟ أين هم من تشجيع المبادرات النسائية الرائدة والمغلفة بالشرع؟ أمام الإعلام النسائي الكثير، فلا نغتر بأننا نعمل، فليس كل عمل مؤثر ومواكب للحاجة. وهذا يوجب: تصدر الحاذقين للصناعة الإعلامية في التخطيط والتدريب والتشجيع تسابق الإعلام الهادف للدعم المادي والمعنوي إدارة متميزة للمؤسسات الإعلامية عامة، الخاصة منها والقنوات الهادفة للخروج بخطط تشمل الاحتياجات وآليات تنفيذها. تعاون مراكز الأبحاث العلمية المتخصصة في قضايا المرأة في التدريب والإنتاج ووضع الاحتياجات. الدعم المالي من رجال الأعمال فالإعلام الهادف لا يزال فقيرا جداً مادياً مقارنة بسيل الأموال الذي يصب في مصارف الإعلام الآخر، فمتى يعي رجال الأعمال أهمية دعم الإعلام الهادف؟ لقد مضى الوقت ولا تزال خطواته خطوات بطيئة، بل عدد من القنوات أغلقت. فالنصرة يا رجال الأعمال.