مُنع أكثر من 3000 مصاب بمرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز"، وعدد ليس بقليل عن ذلك من أمراض أخرى متفرقة، من الدخول إلى قسم الطوارئ في مستشفى الملك سعود شمالي جدة، وذلك بعد صدور خطاب معنون ب"هام وعاجل" يحمل توقيع مدير عام المستشفيات في وزارة الصحة يقضي بالاستغناء عن خدمات المستشفى، وإحالة جميع الحالات، سواء مرضى الإيدز أو الدرن وحتى الحالات الأخرى، إلى مستشفى شرق جدة، والاستفادة من "ملاكات المستشفى" في دعم المستشفيات القائمة في المحافظة. وكان مستشفى الملك سعود كان يعمل بسعة تشغيلية تصل إلى 85 سريراً، ويحوي ثاني أكبر قسم للعناية المركزة على مستوى محافظة جدة، إلا أن تقرير اللجنة المكلفة من وزارة الصحة للوقوف على المستشفى وإبداء مرئياتهم التي أفضت إلى قرار الإغلاق، استند إلى أن "مستشفى الملك سعود بجدة يقدم خدمة طبية محدودة لفئة معينة من المرضى (مرضى الإيدز) ويعاني من قصور الخدمات بجميع أنواعها مع تدني نسبة الأشغال". وزاد قرار اللجنة "التوجه العالمي يهدف إلى دمج المصابين بالإيدز ضمن أفراد المجتمع، والتعامل معهم بشكل متساوٍ مع المرضى الآخرين من حيث توفير العلاج والمتابعة الصحية في المستشفيات العامة التي تتوفر بها جميع الخدمات الطبية، دون الحاجة إلى عزلهم". وفي خطاب آخر موجَّه من الشؤون الصحية في محافظة جدة، إلى مدير مستشفى الملك سعود يطلب منه بضرورة إقفال قسم الطوارئ في المستشفى، وكذلك إقفال قسم العناية المركزة، وتحويل المرضى بالتواصل مع إدارة أهلية العلاج والتنسيق الطبي، مع طلب إفادتهم (الشؤون الصحية) بالقوى العاملة لدى قسم الطوارئ والعناية المركزة في مستشفى الملك سعود، حيث سيتم توجيههم للعمل في مجمع الملك عبدالله الطبي، بحسب البيان. وأوضحت الشؤون الصحية في محافظة جدة ل"العربية. نت"، على لسان مساعد مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة للخدمات العلاجية، الدكتور أحمد فادن، أن المديرية حريصة على صحة وسلامة المرضى، والعاملين في القطاع الصحي من أطباء وكوادر فنية وتمريضية وإدارية، كما تحرص على سلامة كافة المواطنين والمقيمين". وأضاف الدكتور فادن "وزارة الصحة تبذل قصارى جهدها للارتقاء بخدماتها الصحية، واستثمار كافة الإمكانات المتاحة، وبما ينعكس على تجويد هذه الخدمات، وفي هذا السياق تقوم وزارة الصحة ومديرية الشؤون الصحية في محافظة جدة بدراسة فنية معمقة لعدة خيارات بهذا الخصوص، وبما يخدم مصلحة المرضى والمواطنين، حيث تتم هذه الخطوة حالياً بإشراف فريق من المختصين من الوزارة والمديرية، وقد تم بالفعل الوقوف على المستشفى وحجم الخدمة الصحية المقدمة والفئة المستهدفة، ودراسة كافة الخيارات المتاحة، وهي بصدد نقل خدمات مستشفى الملك سعود إلى مستشفى شرق جدة، وسوف يتم نقل الخدمات على مراحل، ومنها إغلاق قسم الطوارئ والعناية المركزة، وتحويل جميع الحالات إلى مستشفيات المحافظة". وبحسب أحد مرضى الإيدز، فإن مستشفى الملك سعود، بشهادة عدد من الأطباء والكوادر الصحية، يعتبر متخصصا في الأمراض المعدية والعزل الطبي، وتساءل: "كيف يتم تحويلنا كمرضى للتخالط مع الأصحاء، خاصة أصحاب الأمراض الأكثر سهولة في الانتقال كالدرن، إضافة إلى عدم الاهتمام بالحالة الاجتماعية التي سنعاني منها، في حال توزيع ملفاتنا إلى مستشفيات أخرى، قد لا تتوفر فيها الخصوصية الطبية الموجودة في مكاننا السابق".