نواصل في تواصل رحلتنا مع الكتاب الرائع دع القلق وابدأ الحياة. ونبدأ من طريقة يقترحها المؤلف لطرد القلق من الذهن، فعقل الإنسان مهما بلغ فلن يستطيع أن يفكر في أكثر من شيئين في وقت واحد، فعندما يُشغل الشخص ذهنه بعمل آخر ويفكر فيه يجد أن قلقه قد تلاشى. ويُشير المؤلف في أحد فصول الكتاب إلى قاعدة طريفة عنون لها بعبارة ” لا تجعل الخنافس تنل منك ” وذكر تحتها قصة شجرة في الولاياتالمتحدة تجاوز عمرها 400 عام، تحملت الزلازل والعواصف والكوارث وضربها البرق 14 مرة ومع ذلك ظلت صامدة، ثم سقطت بفعل خنافس نخرت في جذعها، فالكثير من الصغائر التي تقلقك تختفي معظمها من تلقاء نفسها، فلا تدع لها فرصة في النيل منك. ويلفت نظرنا لأمر مهم ذكره الفيلسوف الروماني ماركس عندما يقول “حياتك هي نتاج أفكارك، فإذا كانت أفكارك ناجحة سوف تنجح، ولو كانت خاسرة ستخسر ” وفي هذا المعنى يقول الفيلسوف الفرنسي ميشال ” لا يتأذى الإنسان أبداً من حادث وقع له بل من أفكاره عن ذلك الحادث” ويعتقد ديل ” أن سعادة الإنسان في الحياة بأكملها ورضاه عن نفسه لا تُستمد من عمله ولا من إنجازاته وإنما من نظرته للحياة فقط ” ولأن البعض يقلق من انتقادات الناس ذكر الكاتب قاعدته ” لا أحد يركل كلباً ميتا ” فمن الناس من يشعرون بالرضا عن النفس عندما يسيئون للأشخاص الناجحين، ويرشدك إلى أن تعتبر كل انتقاد موجه لك هو مدح مبطن، فلو لم تكن ناجحاً لما انتقدوك. يقول الفيلسوف الألماني شين هور ” يشعر الأشخاص التافهون بنشوة كبيرة من تصيد أخطاء العظماء” فعليك أن تتقبل الانتقادات البناءة وتتجاهل ضدها، فإرضاء الناس غاية لا تدرك فإن قمت بأفضل ما لديك فعندها لا تكترث لما تسمعه من الآخرين. وعندما تعتقد فئات من البشر بأن المال سيكون سبباً في القضاء على قلقهم، يذكر المؤلف دراسة أجريت في الولاياتالمتحدةالأمريكية تشير إلى أن مصدر 70% من مشكلات القلق التي يواجهها الناس هي المال، حيث يعتقدون أن بإمكانهم التخلص من هذه المشكلات لو زاد دخلهم عن عشرة% فقط! ولكن خبراء الاقتصاد يخالفونهم بقولهم إن من يعيشون على ميزانية ضيقة يكونون أكثر سعادة بسبب قلة ما يحتاجون على إنفاقه والقلق عليه. فزيادة دخلهم يعني زيادة مصاريفهم التي تجلب لهم القلق. وللتخلص من ذلك وفق رأي ديل أدر أصولك بحكمة وكأنك تدير خزانة شركة. ولأن الكتاب يزخر بالعديد من الفوائد، وقد بقي منه الكثير، وحتى لا أطيل عليكم في المقال، دعوني أسرد لكم ما تبقى من إرشادات لمواجهة القلق على شكل إضاءات سريعة: – بما أن بعض الأحداث مقدرة عليك فإن تقبل المحتوم حل لمواجهة الإخفاقات والحوادث التي تمر بها في الحياة. – استفِد من الماضي دروساً لمستقبلك، وما يتجاوز ذلك مما يسبب لك القلق عليك نسيانه للأبد. – احذر الانتقام ممن قصر في حقك، فالحياة لا تستحق كل ذلك، على الأقل من أجل راحتك. – قدِّم الجميل للجميع، دون أن تنتظر شكراً من أحد. – النعم التي تنعم بها كثيرة، ولا تقايض بأي الثمن. – تصرف على طبيعتك، فأنت شخص مميز، ولك سمات وصفات تختلف عن كل البشر. – يقول المثل الأمريكي “لو أعطتك الحياة ليمونة اعصرها” حول المشاكل التي تواجهك إلى صالحك. – إذا أردت أن تقضي على الكآبة؛ فعليك أن تفكر في إسعاد الآخرين. – للتخلص من الملل في العمل؛ استمتع بعملك وإن لم تستمتع فغير طريقة تفكيرك نحوه. – أربع عادات للتخلص من إجهاد العمل: أزل من مكتبك كل ورقة لا علاقة لها بالعمل، أنجز المهام مرتبة حسب الأهمية، اتخذ قراراتك في وحي اللحظة. تعلم كيف تنظم وتفوض. – ثِق بأن الإيمان بالله حل لمعظم مشكلات القلق والتوتر، يقول مؤسس علم النفس التحليلي كارليونق ” لي أن أقول بثقة أن كل مريض عالجته أصيب بمرضه، لأنه فقد الإيمان الذي يتحلى به المؤمنون بالله في كل زمان ومكان” ووصف الأكسس كاريل الحائز على جائزة نوبل في الطب “الصلاة والدعاء” بأنها قوة لا تختلف في واقعيتها عن قانون الجاذبية. بقي القول يا سادة … أتمنى أن أكون قد وفقت في تلخيص هذا الكتاب الذي استهدف منه وأحببت مشاركتهم بما استفدته، فإن أصبت الهدف فذلك توفيق من الله، وإن لم يكن فأتمنى أن تكون تجربة تعلمت منها الكثير، فلا تحرموني من ملاحظاتكم واقتراحاتكم على صفحتي في تويتر. يسرني جميل تواصلكم @m2025a