فجّرت ميليشيات "الحشد الشعبي" الشيعية مسجداً في مدينة الحرية التابعة لقضاء المقدادية بمحافظة ديالي شمال بغداد، بخلاف 10 مساجد أخرى في ديالى، بحسب ما أكده شهود عيان، وهو ما يرفع عدد المساجد التي تعرضت للتدمير بعموم المحافظة منذ سيطرة الميليشيات على مناطق فيها إلى 30 مسجداً، بين تفجير وحرق، وجاء تفجير مسجد "الحاج توفيق عجاج" جرى بمساندة من القوات الحكومية العراقية، حسب أحد شيوخ المدينة طلب عدم الكشف عن اسمه. في الوقت الذي أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، في أحدث تقرير لها، أن الميليشيات الشيعية المتمثلة ب"الحشد الشعبي" أقدمت على ارتكاب انتهاكات على نحو متصاعد بحق أهل السُّنة في العراق، ترقى لجرائم الحرب حسب القانون الدولي. وقال الشيخ لموقع "عربي21″: إن ميليشيات الحشد والقوات العراقية الحكومية كانت تتخذ من المسجد مقراً لها قبل تفجيره، مبيناً أن عملية التفجير كانت باستخدام عبوات ناسفة وضعت داخله. وفي هذا السياق، كشفت لجنة الأوقاف والشؤون الدينية في البرلمان العراقي أنها تمتلك وثائق وتقارير مفصّلة عن اعتداء الميليشيات الشيعية على ما يقرب من عشرة مساجد في ديالي ومناطق وسط وجنوب بغداد، مبينة أن هناك مخططات لجهات وأحزاب شيعية نافذة تهدف لتغيير ديموغرافية العراق، مستغلة العمليات العسكرية الجارية في تلك المحافظات. واتّهم أعضاء في مجلس النواب عن محافظة ديالي "عصابات ميليشياوية" بتفجير دور العبادة في ناحيتي السعدية وجلولاء، وشروين بروانة، حيث تجاوز عدد هذه المساجد الثلاثين مسجداً، بالإضافة إلى حرق وسرقة عشرات المنازل السكنية. ووثقت منظمات ناشطة في العراق تعرض 190 مسجداً للتخريب، أو التدمير، أو الاعتداء عليها من قبل الميليشيات الشيعية في المناطق الساخنة، ومنها: ديالى، وصلاح الدين، والأنبار، وبغداد، ومناطق أخرى، في حين تستمر عمليات التهجير القسري والاغتيالات الممنهجة التي تستهدف أهل السنة في البلاد لتغيير ديموغرافية المنطقة، كما يقول السكان. وقالت "المنظمة" في التقرير الذي نشرته على موقعها: إن انتهاكات الميليشيات المتحالفة مع قوات الأمن العراقية في المناطق السنية تصاعدت في الشهور الأخيرة، حيث تم إجبار السكان على ترك منازلهم، أو خطفهم، أو إعدامهم ميدانياً في كثير من الأحيان. وأشارت "المنظمة" التي تتخذ من نيويورك مقراً، إلى ما لا يقل عن ثلاثة آلاف شخص فرّوا من منازلهم في منطقة المقدادية بمحافظة ديالي منذ يونيو الماضي، ومُنعوا من العودة إليها منذ أكتوبر. وقد طالبت العائلات السنيّة في ديالي والمناطق الأخرى التي تمارس فيها القوات الحكومية والميليشيات سطوتها وإرهابها، بإدانة هذه القوات، ودعت المنظمات الدولية إلى التحرك عبر الأممالمتحدة مع وجود أدلة مصورة.