يردد الكثير وخاصة الملاحدة شبهاً تلقفها البعض فكانت سبباً وطريقاً إلى إلحاده، أو زرع شبهة شوهت جمال الإسلام في تصوره. يتهم الملاحدة وغيرهم الأديان السماوية بأنها قيدت الحريات، بل غالب نقد الملاحدة في هذه القضية يتجه إلى الإسلام على وجه الخصوص. ويرددون أن الإسلام لم ينتشر إلا بالسيف، يقول أحد الملاحدة: ” بعد أن توقف السيف الإسلامي عن القتل والترويع لم يدخل الإسلام سوى بعض جوعى أفريقيا وآسيا”. وكتب آخر تحت عنوان: (لماذا نهاجم الإسلام؟): ” إن كافة الأديان والأفكار والنظريات بمختلف توجهاتها تقع في كفة، ويقع الإسلام وحده في الكفة الأخرى متربعاً على عرش الدكتاتورية بلا منازع… فتمت مصادرة آراء كل البشر في أصقاع الأرض دون أن يعطوا فرصة لمناقشة الفكرة أو حتى الدفاع عن أنفسهم… لذلك ومقارنة مع بقية الأديان الأخرى التي لم يفرض أي منها عقيدته بالقوة “. وغير ذلك من هذه التهم التي تردد دون وعي ودون معرفة بتاريخ الإسلام الحقيقي. وعموماً الملاحدة يتهمون الإسلام بأنه دين قمع ومصادرة للآراء والأفكار، وأنه دين تسلطي قائم على الدماء. ولا أدري أين عقول هؤلاء القوم، الذين يجعلون دين الحق والعدل الذي نشر العلم النافع، وفتح له المجال لنفع البشرية، الذي أعطى المسلمين وغير المسلمين حقوقهم دون حيف أو ظلم، دين ظلم وجور! هب أنهم لم يقرؤوا عن الإسلام شيئاً، ألم يقرؤوا ما فعلت الشيوعية التي تبنت الإلحاد ديناً ومنهجاً وفكراً من جرائم يشيب لهولها الوليد؟! وهذا طرف من جرائم الشيوعية الإلحادية: ماذا فعلوا بمسلمي تركستان الشرقية عندما رفضوا إلحادية ماركس ؟: 1 – أدخلوهم السجون وطبقوا عليهم أقصى أنواع العذاب مثل دق المسامير الطويلة في رأس المعذب حتى تصل إلى مخه. 2 – صب البترول المغلي على المعذب، ثم إشعال النار فيه حتى يحترق. 3 – جعل المسجون المعذب هدفاً لرصاص الجنود الذين يتمرنون على تسديد الأهداف. 4 – دق مسامير في رؤوس الأصابع حتى تخرج من الجانب الآخر. 5 – إدخال قضيب من الحديد المحمي في مكان شديد الحساسية من الجسم. وغير ذلك من الوسائل التي يُتَحرج من كتابتها لبشاعتها. هذا على مستوى الأفراد الذين يزج بهم إلى السجون، أما على مستوى الشعوب: فما بين سنة 1937 – 1939 م ألقت روسيا القبض على 500 ألف مسلم، وعددٍ من الذين استخدمتهم في الوظائف الحكومية، ثم أعدمت فريقاً وأرسلت فريقاً آخر إلى مجاهل سيبيريا. وقتلوا سنة 1950 سبعة آلاف مسلم، ونفوا من تركستان سنة 1934 (300) ألف مسلم. وقد هرب من تركستان مليونان ونصف مليون مسلم، تفرقوا في الأراضي السعودية، وفي أفغانستان، وفي الهند وباكستان وغيرها. وفي سنة 1946 م نفوا شعبين إسلاميين كاملين، وهما شعب جمهوريتي القرم وتشيس إلى مجاهل سيبيريا، وأحلوا محلهم الروس. وأبادت روسيا الشيوعية في القرم مائة ألف مسلم بالجوع. ولما خرج الحلفاء منتصرين في الحرب العالمية الثانية؛ بدأت روسيا في إبادة أو تشتيت شعب شمال القوقاز نهائياً. هذا غيض من فيض عن جرائم الشيوعية الملحدة، فماذا قدم الإلحاد للعالم، أين الظلم الذي أزاحه، وأين العدل الذي نشره؟! لو نظر هؤلاء بعين الإنصاف والعدل لوجدوا أن أرحم دين على وجه الأرض هو دين الإسلام الذي حرم على أتباعه المنتصرين: قتل النساء والأطفال والعباد في أماكن عباداتهم من الأديان الأخرى، بل حرم قطع الأشجار وإفساد المحاصيل أو تهديم الدور. لقد جاء الإسلام بالعدل ورفع الظلم. وهذا تاريخ الإسلام بين أيديكم وهذا القرآن وهذه السنة النبوية فيمموا شطره وانظروا خبره. أوصى أبو بكر الصديق جنود الإسلام الذاهبة لفتح بلاد الشام سنة 12 ه بهذه الوصية التي تلخص سماحة وأخلاق الإسلام، فقال: ” يا أيها الناس، قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عني: لا تخونوا ولا تغلوا، ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً، ولا شيخاً كبيراً، ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً، ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع؛ فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له.. “. عبدالعزيز السريهيد [email protected]