أشار تقرير طبي حديث أصدرته مستشفياتُ "مايوكلينيك" الأميركية أنَّ سُكر المائدة وشراب الذرة عالي الفركتوز الذي يُضاف إلى المشروبات والأغذية المصنّعة هو السبب الأول في الإصابة بمرض السكري. وكان فريق بحث من "مايوكلينيك" قد أجرى مراجعة للمكونات الأكثر خطورة التي ترتبط بمرض السكري، وانطلق البحث من فرضية أن ليس كل السعرات الحرارية متساوية. قام الباحثون بمقارنة تأثير النشا، والجلوكوز النقي، واللاكتوز، والفركتوز أو السكريات المضافة مثل سكر المائدة وشراب الذرة. وجد الباحثون أن السكريات المضافة كانت الأكثر ضرراً بشكل ملحوظ، وارتبط الفركتوز بتفاقم مستويات الأنسولين وزيادة عدم تحمّل الجلوكوز التي تعتبر مرحلة تمهيدية لمرض السكري. تؤدي السكريات المضافة إلى زيادة تخزين الدهون الحشوية على البطن، وارتفاع ضغط الدم، وتزيد الالتهابات في الجسم. وقال المشرف على الدراسة جيمس نيكولانتينو: "السكر هو المحرك الرئيسي لمرض السكري، والسعرات الحرارية التي تدخل الجسم عن طريقه تسبب أضراراً أكثر من ذلك بكثير". دعا فريق البحث في التقرير الذي نشره موقع مجلة "تايم" الأميركية إلى تغيير المبادئ التوجيهية لبعض المعاهد الطبية في الولاياتالمتحدة التي تقول إنه يمكن أن يشكل السكر حوالي 25 % من السعرات الحرارية التي يتناولها الإنسان في اليوم الواحد. وكانت المبادئ التوجيهية الأميركية لعام 2010 قد حددت نسبة السعرات الحرارية التي يمكن الحصول عليها من السكر في اليوم الواحد بحوالي 19 % من مجموع السعرات الحرارية. ويعني ذلك ألا يتجاوز الحد الأقصى لكل مدخلات الجسم من السكر 6 ملاعق للنساء و9 ملاعق للرجال. واقترحت منظمة الصحة العالمية ألا يتجاوز مجموع السعرات الحرارية التي يحصل عليها الجسم من السكر نسبة 5 % من مجموع السعرات. وقالت دراسة "مايوكلينيك" إنه بمجرد الوصول إلى معدل استهلاك 18 % من السعرات الحرارية عن طريق السكر تحدث تغيرات في عملية التمثيل الغذائي (الأيض) تعتبر من مقدمات مرض السكري. أي أن معدل 6 ملاعق للنساء و9 للرجال بداية الخطر. شددت النتائج على أن زيادة استهلاك السكر تؤدي إلى زيادة نسبة الأنسولين في الدم، ويؤدي ذلك بدوره إلى زيادة مقاومة الأنسولين التي تنتج عنها السمنة. دعت نتائج الدراسة إلى الحد من استهلاك سكر المائدة والمشروبات المحلاة كالمشروبات الغازية والعصائر الجاهزة وغير ذلك من الحلويات والسكريات التي تستخدم شراب الذرة.