محاضرة البرفيسور روبرت لستيج: Sugar: The Bitter Truth التي تُعرض على اليوتيوب بالغة الأهميّة خاصة لمن يعانون من البدانة حيث تشرح كيفية تعامل الجسم مع أنواع السكر، فإذا تناول الإنسان 100 سعرة حرارية مصدرها الخبز الأبيض أو البطاطس أو غيرها، أو تناول 100 سعرة حرارية مصدرها سكر مكرر (نصفه جلوكوز ونصفه فركتوز) فسوف يهضمها بشكل مختلف وستؤثر على جسمه بشكل مختلف. فالسعرات هي هي، ولكن تبعات (هضمها) تختلف. فهضم مكونات الفركتوز (وأكثرها انتشارا شراب الذرة عالي الفركتوز) يتم في الكبد، بينما يتم هضم الجلوكوز من السكر ومن النشويات بواسطة كل خليّة في الجسم. وهذا يعني أن تناول الفركتوز، بدلاً من الجلوكوز، يلقي بعبء أكبر على الكبد، خاصة إذا وصل الفركتوز إلى الكبد بسرعة على شكل سعرات سائلة (من المشروبات الغازيّة والعصيرات). ووصول الفركتوز إلى الكبد بسرعة يؤثر أيضاً على قدرة الكبد على العمل، وعلى كيفيّة هضمها لكل من الفركتوز والجلوكوز حيث يتحول الفركتوز بسرعة إلى دهون تتخزن في الجسم (خاصة حول الخصر). وهذا الوضع يخلق الحالة المعروفة بمقاومة الإنسولين، التي تؤدي إلى متلازمة الأيض، وهي اليوم المسبب الأساس لحدوث البدانة وللإصابة بالأمراض المزمنة. والمشكلة بالنسبة إلى الفركتوز أيضاً هي انتشاره في التصنيع الغذائي، فهو لا يستعمل لتحلية المشروبات الغازية والعصيرات فقط، ولكن لرخص ثمنه وطول مدّة صلاحيته يضيفه مصنعو الأطعمة إلى حبوب الإفطار (السريال) وإلى الوجبات الجاهزة وإلى لحوم الوجبات السريعة وإلى الصلصات وإلى الآيسكريم والكيكات والبسكويتات والمعجنات والخبز، وحتى إلى مستحضرات تغذية الرُضّع (التي تسمى مجازاً بحليب الأطفال وما هي بحليب). فكمية شراب الذرة عالي الفركتوز في مستحضرات تغذية الأطفال كبيرة إلى درجة أن تغذيتهم بها تشبه تغذيتهم بمخفوق الحليب milk shake. وهذا تسبب، حسب قول البروفيسور لستيج، بانتشار وباء سمنة الأطفال خلال السنة الأولى من العمر!! كما توضّح محاضرة البروفيسور لستيج كيفية بداية انتشار شراب الذرة عالي الفركتوز خلال الثمانينيات من القرن الماضي بسبب دراسات (The Seven Countries Studies) التي ربطت بين الإصابة بأمراض القلب وبين تناول الدهون دون أن تأخذ تلك الدراسات بعين الاعتبار مقادير ما تناوله المشاركون من كمية السكريات خاصة الفركتوز الذي يتحول بسرعة إلى دهون. وابتدأت منذ ذلك الحين موضة الأطعمة قليلة الدهون، مما جعل المصنعين يتجهون لاستخدام شراب الذرة عالي الفركتوز بدلاً من الدهون لإضفاء الطعم والقوام والمظهر المستحب على منتجاتهم، ولكن ذلك الاتجاه كان خاطئاً وتسبب في انتشار السمنة والأمراض المزمنة. فالفركتوز نشا، ولكن الجسم يتعامل معه كدهن. والجلوكوز هو طاقة الحياة بينما الفركتوز سام. ويؤكد البروفيسور على أن تأثير الفركتوز على الجسم مثل تأثير الميثانول. ,تأثيره على الكبد مساوٍ تماما لتأثير الكحول على الكبد!! والفركتوز لا يحدّ من الشهيّة ولا يحفز إفراز الإنسولين أو اللبتين لأن المخ لا يتعامل مع الفركتوز، فتناوله يغيّر من طريقة استقبال المخ للطاقة. والفركتوز يزيد من قابلية الإصابة بالنقرس (أبرز مظاهره تضخم مفاصل أصابع القدمين)، ومن قابلية الإصابة بضغط الدم وتشمع الكبد والشرايين بسبب تراكم الدهون. وينصح البرفيسور بالتالي: - تخلّص من عادة شرب المشروبات والعصيرات المحلاة واستبدلها بشرب الماء والحليب فقط. - تناول النشويات مع أليافها الطبيعية. - تأنَّ في تناول طعامك وفي إعادة ملء طبقك. - مارس الرياضة ليس فقط لحرق الطاقة ولكن أيضاً لأن الرياضة تحسّن من استجابة الكبد والعضلات للإنسولين، وتساعد على الحدّ من سميّة الفركتوز، وتقلل من الإجهاد. وبالنسبة للأطفال ومن يقضون ساعات أمام شاشات التلفزيون والحاسبات عوّدهم على أن تكون ساعات الحركة (الرياضة) مساوية لساعات المشاهدة. [email protected]