ارتبطت سفرة الفطور المكي بموائد مخصصة ارتباطًا وثيقًا فلا تكاد تجد مائدة فطور في أيام الشهر الفضيل إلا وتجد مشروب السوبيا ووجبة الفول يتصدران ما قد وضع على السفرة. السوبيا المشروب الشعبي لأهالي مكةالمكرمة خصوصًا خلال شهر رمضان المبارك فما إن تنتهي صلاة العصر حتى ينتشر باعة السوبيا في الأحياء والطرقات ويتسابق المشترون على شراء كيس أو اثنين, والفول هو الآخر؛ إذ تعدّ وجبة الفول على مائدة الإفطار من الأكلات الشعبية فلا يحلو الإفطار للصائمين بمكةالمكرمة إلا بوجود طبق الفول مع السمن البلدي أو الزيت الصافي. يقول محمد بنجر إن مشروب السوبيا في مكةالمكرمة قد ارتبط منذ عدة سنين فمنذ أن كان صغيرًا كان يحرص مع والده على شراء السوبيا عصر كل يوم، وما زالت هذه العادة مستمرة معه حتى الآن، كما أنه قد ورثها لأبنائه الصغار. فيما يقول علي الزهراني إن السوبيا يعدّ ألذ المشروبات ولا يمكن الاستغناء عنه مهما كان البديل من المشروبات الطبيعية أو المصنعة، موضحًا أنه حاول استبداله بمشروبات أخرى إلا أنها لم تقنعه بأنها أفضل من السوبيا. وبين رامي رفعت أن الفول يشعر له طعمًا آخر خلال شهر رمضان المبارك وأنه يحرص على شرائه قبيل آذان المغرب وقد اعتاد عليه منذ سنوات طويلة؛ فمنذ أن كان الفوالون ينتشرون في وسط الأحياء الشعبية حتى الزمن الحديث الذي أصبح معه الفوال له طعم جديد وعصري خصوصًا بعد إضافة أنواع مختلفة من السلطات والفلافل والطحينية.