في العام الماضي سجلت أبنائي بإحدى أكاديميات كرة القدم، وأثناء مشاهدتي للتمارين تأملت في جمال هذه اللعبة وسموّ مبادئها التربوية، فكل لاعب يؤدي دوره في الذود عن مرماه وإرسال الكرة إلى ملعب الخصم ومن ثم محاولة تسديدها في مرمى الفريق المقابل في جو حميم من الاحترام والتنافس الشريف وضبط النفس والتسليم والرضاب النتيجة. فتشعر أن أفراد الفريق قلوبهم كقلب رجل واحد يسعون للوصول إلى هدف واحد تحت قيادة المدرب أو العقل المدبر للفريق، ويحيط بكل هؤلاء رجل ضخم يملأ الملعب ضجيجاً وهتافاً بصوته المشجع والمحفز للطاقات والطارد لشبح اليأس والضعف والانهزام. إن متعة لعبة كرة القدم تتجلّى في مظاهر الاتحاد والإيثار والتعاضد والفرح عند إحراز الهدف، فلم لا نتعلم من هذه الفلسفة الكروية الرائعة ونتبنى مبادئها في حياتنا اليومية؟ حيث إن في حياة كل منا فرقاً نشارك فيها بأدوارنا الفردية، فهناك فريق زملاء العمل، وفريق العائلة، وفريق مسجد الحي وفريق الفصل المدرسي. تأملت كثيراً في مشاكلنا مع هذه الفرق كلها وحاولت تحليلها فوجدت سببها الرئيسي هو التفرق وحب “الأنا” أما الحل فيكمن برأيي في العمل بروح الفريق الواحد تماماً مثل فريق كرة القدم، فلو التزم كل منا بدوره المنوط به في فريق عمله وطبق خطة القائد أباً كان أو مدرساً أو مديراً، وتحلّى هذا القائد بصفات التسامح والصبر والتفاهم وتقديم مصلحة الفريق سعياً لبلوغ الهدف المنشود، لاستمتعنا بالحياة كاستمتاعنا بمشاهدة كرة القدم. إن الحياة أيها السادة لعبة، فلم لا نراها حلوة ونستمتع بمشاهدتها. أ.م.محمد أحمد عبيد مستشار تربوي ومدرب جودة