تحديات خطرة وخسائر مادية وألوان ورموز خاصة.. هواية جديدة تشغل عقول مراهقين أطلقوا على أنفسهم "درباوية"، قالوا عن أنفسهم: نحن نمارس هواية لإشغال وقت فراغنا، وقال آخرون: هي إثبات لقوة قلوبنا من خلال هوايتنا.. لعبة "درب الخطر" يخرج الخاسر من ميدان "التفحيط" بأقل الكوارث، ويعتمد الفوز على من تتعطل به سيارته وتنفجر إطاراتها. حوادث وحالات دهس تتزايد تخلفها لعبة "الدرباوية" حيث انتشرت مقاطع عبر شبكة "الإنترنت" والهواتف النقالة يظهر فيها شباب سلموا أرواحهم لمراهق يقود سيارته برعونة دافعين من خلالها ضريبة اللهو، وعشرات الآلاف يتم صرفها لأشخاص مهمتهم تقتصر على تزيين وترهيم السيارات. أوجدوا من المواقع والمنتديات تجمع لهم يخططون.. ويتشاورون ويتفقون.. ليبدؤوا رحلة الرعب في شوارع مكتظة بالمارة ! حول أسباب هذه الظاهرة والحلول الكفيلة بالحد من ألعاب الموت في المجتمع.. ألقت "تواصل" بعض الضوء على ممارسات هؤلاء الشباب وناقشت هوايتهم الغريبة وما يأملونه ويحلمون به من موقع الحدث في مضمار لعبة "درب الخطر". تزيين السيّارات حسب الرغبة عبدالعزيز شاب يبلغ من العمر 25 عاماً يقول إنه من هواة تزيين السيارات خصوصاً ذات الدفع الرباعي، يبدأ يومه باحثاً عن الشباب الذين يتوافدون إليه بسياراتهم ليجري التعديلات المطلوبة واللمسات النهائية لتصبح السيارة "درباوية"، ويتقاضى من خلال عمله مقابلاً مادياً يتراوح بين 20 ألف إلى مائة ألف ريال! وعن أنواع السيارات ذكر أنه يستقبل أنواعاً مختلفة تبدأ من السيارات "الخردة" حتى السيارات الفارهة، وغالباً ما تكون سيارات متوسطة الصنع والقيمة المادية، وعبّر عبدالعزيز بأنه يحلم باقتناء مركز متخصص لتعديل وتزيين السيارات، رافضاً ما يفعله بعض مرتاديه من ممارسات متهورة قد تؤدي للهلاك. ثياب وشالات ملوّنة ذكر شابان من محبي هذه الهواية أنها تلزم على متابعيها وممارسيها اختيار ثياب وشالات مخصصة ترمز للدرباوية وتقتصر على ألوان (الأحمر، والأصفر، والأخضر)، باعتبارها الألوان الرئيسية المستخدمة في سيّاراتهم المعدلة، وأكدوا أن هناك محلات خياطة تجيد تفصيل وتجهيز هذه الملابس. أسماء للسيارات والمفحطين وتحدي تصادم بالسيارات يقع الاختيار غالباً على السيارات ذات الدفع الرباعي، لتسهيل عملية "التفحيط"، ويتم إعادة تعديل ألوان السيارات وتضخيم أطرافها وكتابة عبارات أشبه بشعر السجع على أبواب ونوافذ السيارة، وتطلق بعض التسميات الطريفة على السيارات مثل: (مجنونة – متحدية – إلخ)، ويتسمى أصحابها بأوصاف يصفون بها حالاتهم النفسية مثل: (نسيناكم، هويناكم). لعبة الموت تبدأ اللعبة بتجميع السيارات المعدلة والمصبوغة حول أحد الميادين ليبدأ أحدهم بممارسة التفحيط، حتى يتم إتلاف إطارات السيارة ليُنصب فائزاً، ومن ثم يتم إجراء تحد بين اثنين ليتصادموا أمام حشد من الجمهور والمتفرجين، وعادة لا يشعر هؤلاء بالخسائر المادية التي يدفعها أهالي قائدي السيارات، أو المخاطر الرهيبة التي تهدد حياتهم وحياة المتفرجين، على حد سواء. أب ل "تواصل: خسرت أكثر من 100 ألف ريال بعد تحطم سيارة ابني "أبو محمد" حذّر أولياء الأمور بعدم الانشغال وإهمال أبنائهم، للحيلولة دون تسليم عقولهم الصغيرة لمثل هؤلاء المراهقين، وشدد على مراقبتهم والتماس رغباتهم في ممارسة هواياتهم وفق حدود العقل والمنطق، وطالب المسؤولين بفرض عقوبات رادعة على كل من يعبث بأمن الناس، موضحاً أنه دفع ثمن إتلاف سيارة ابنه البالغة 100 ألف ريال بعد ارتطامه بسيارة صديق له أثناء الاستعراض بأحد تجمعات "الدرباوية".