“بروني وير” ممرضة أسترالية عملت في رعاية المرضى خاصة كبار السن.. يقال حين تأتي على الإنسان مرحلة كبر السن تكون رؤيته واضحة لحياته الماضية، ويكون لسانه منطلقا بالصدق والحكمة.. المهم أن “بروني” كانت تقف بجانب هؤلاء تشجعهم وتؤازرهم، وكانت تسألهم عن الأشياء التي ندموا عليها في حياتهم، وبالتالي توفر لديها أكثر خمسة أشياء ندم عليها كبار السن: 1 – كنت أتمنى لو ملكت الشجاعة لأعيش الحياة التي أردتها لنفسي لا التي أرادها الآخرون لي، فأكثر شيء ندم عليه النادمون حين يدرك الناس أن حياتهم قد مرت وانتهت والأحلام التي راودتهم لم يحققوها. 2 – أتمنى لو أني لم أعمل بهذه الكثرة: العمل الكثير حرمهم من مرافقة أطفالهم حتى كبروا، وحرمهم من مرافقة آبائهم. الوظيفة المرموقة تفقد بريقها في عين المشرف على الموت، على عكس قضاء أوقات طيبة مع الأهل.. البحث عن أسباب السعادة في غير المال والعمل ربما عاد عليك بالراحة. 3– كم أتمنى لو ملكت الشجاعة للتعبير عن مشاعري: الكثيرون يكتمون مشاعرهم ظناً منهم أن في الكتمان نجاة من المشاكل، ولهذا ينتهي المآل بالكثيرين بأن يعيشوا حياة عادية مملة، ويحرمون أنفسهم من استغلال قدراتهم وإمكانياتهم لأقصى درجة ممكنة، وهذا الكبت النفسي والمعنوي ينتج عنه أمراض. 4 – أتمنى لو حافظت على علاقتي بأصدقائي: لا شيء يعدل الصديق الوفي.. هذه الحقيقة تتجلى حين يكبر المرء عندها يندم أنه لم يحرص على روابط الصداقة.. الحياة مشاغل لكن ليفعل المرء ما يمكن فعله. 5 – أتمنى لو تركت نفسي لتكون أكثر سعادة: لم يدرك كثيرون أن السعادة اختيار شخصي إلا حين دنا الأجل، لأنهم نسوا ذلك في خضم صراعهم اليومي مع الحياة، فالخوف من التغيير جعلهم يزيفون شعورهم الداخلي بأن ما هم عليه سبب كافٍ للشعور بالسعادة.. حين تخشى من رأي الناس، وحين تخشى من الخروج على المألوف، وحين تعيش وفق ما هو تقليدي، فأنت تحرم نفسك من السعادة. ونحن كمسلمين لربما أضفنا إلى الأشياء التي نندم عليها تفريطنا في العبادات والتقرب إلى الله، وإدماننا المعاصي. شئنا أم أبينا محطات الحياة ستنقلنا في يوم إلى هذه المرحلة.. ونحن الآن عرفنا تجارب الآخرين، فهل نتجنب تلك الأمور التي ندم عليها الكبار أم نتجاهلها حتى إذا وصلنا إلى مراحلهم وأعمارهم عضضنا أصابع الندم؟! كتاب ” أكثر خمسة أشياء نندم عليها عندما نكبر” جماله يكمن في لفت الانتباه إلى ضرورة تعلم دروس “الشيخوخة” لمن هم اليوم في سن الشباب، وقبل وصولنا إلى مرحلة العجز؛ حيث نعجز فيها عن تعويض ما فات، وصدق حبيبنا – عليه الصلاة والسلام- لما قال: اغتنم خمساً قبل خمس؛ حياتك قبل موتك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وصحتك قبل مرضك”. ولكم تحياااااتي _________________________________________________________ * كاتب إعلامي للتواصل تويتر:@alomary2008 إيميل:[email protected]