قالت وزارة الطاقة الإماراتية: إن منظمة "أوبك" لا تستطيع أن تستمر في حماية أسعار النفط التي انهارت منذ يونيو الماضي، معتبرة أنه يجب الحد من ارتفاع إمدادات النفط الصخري. وتتراجع أسعار النفط بشكل متواصل منذ حزيران/ يونيو، وتزايد الانخفاض مع اتخاذ "أوبك" في نوفمبر قراراً بالإبقاء على مستويات إنتاجها، من دون تغيير عند 30 مليون برميل يومياً. ويرى المحللون أن الأعضاء الأغنى في "أوبك" مثل الإمارات، كانوا مستعدين للقبول بتراجع أسعار النفط؛ على أمل أن يجبر ذلك المنتجين بكلفة مرتفعة، مثل منتجي النفط الصخري على الخروج من السوق. وقال وزير الطاقة الإماراتي، سهيل المزروعي، اليوم الثلاثاء، أمام المشاركين في مؤتمر للطاقة في العاصمة الإماراتية: "لا نستطيع أن نستمر بحماية سعر معين" للنفط. وأضاف: "لقد شهدنا فائضاً في الإمدادات مصدره بشكل أساسي النفط الصخري، وهذا كان يجب أن يصحح". واستمرت أسعار النفط بالتراجع في التداولات الآسيوية الثلاثاء باتجاه مستوياتها الأدنى، منذ ست سنوات، غداة انخفاض برميل برنت إلى ما دون عتبة الخمسين دولاراً للمرة الأولى منذ إبريل 2009. وأتى التراجع الأخير؛ بعد أن خفض مصرف "غولدمان ساكس" الاستثماري توقعاته لسعر الخام ما عزز القلق حول الفائض في الإمدادات والطلب الضعيف والنمو الضعيف في الأسواق الصينية والأوروبية. وانخفض سعر برميل برنت تسليم فبراير، اليوم الثلاثاء، بمقدار 1.33 دولار إلى 46.10 دولار، وهو مستواه الأدنى منذ إبريل 2009. وقال "المزروعي": إن الإمارات "قلقة" إزاء التوازن في أسواق النفط إلا أنه "لا يمكنها في أي ظرف من الظروف أن تكون الطرف الوحيد المسؤول"، في إشارة إلى رفع الإنتاج من قبل الدول غير الأعضاء في "أوبك". وأوضح "المزروعي" أنه يتعين على المنتجين من خارج "أوبك" أن يكونوا منطقيين فيما يتعلق بمستويات إنتاجهم، مضيفاً أن الأسعار الحالية "غير مستدامة" بالنسبة لهؤلاء المنتجين. وأضاف: "نقول للسوق وللمنتجين الآخرين: إنه يتعين عليهم أن يكونوا عقلانيين، أن يكونوا مثل "أوبك"، وأن يتطلعوا إلى النمو في السوق". واعتبر أنه لو خفضت "أوبك" إنتاجها، لتدخل المنتجون الآخرون؛ ليعوضوا الإنتاج الناقص، وستكون "أوبك" خسرت في هذه الحالة حصة من السوق، دون أن يكون لذلك تأثير على الأسعار. وأبان "المزروعي" أن الأسعار الحالية "غير مستدامة"، خصوصاً بالنسبة للمنتجين خارج منطقة الخليج، كما اعتبر أن سعر البرميل ما دون الخمسين دولاراً لا يسمح لمنتجي النفط الصخري بالاستمرار في الاستثمار لرفع الإنتاج. وقال: إن النفط الصخري يؤمن أربعة ملايين برميل تقريباً للولايات المتحدة يومياً، وهناك تطلع بأن تضاف أربعة ملايين برميل أخرى بحلول العام 2020، هذا غير ممكن مع مستويات الأسعار الحالية". وأشار الوزير الإماراتي إلى أنه لا يتوقع تعافياً سريعاً لأسعار النفط، وقال: "من غير المرجح أن نرى ارتفاعاً مفاجئاً" في الأسعار.